نشرت منظمة الصحة العالمية مقطع فيديو عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي تحذر دول العالم من استخدام المضادات الحيوية دون توصية من الطبيب المختص، وأشارت إلى ضرورة ترشيد استخدامها حيث قد يستخدمها البعض بشكل عشوائي.
قالت خبيرة الأوبئة ومساعِدة مدير عام المنظمة لشؤون مقاومة المضادات الحيوية الدكتورة حنان بلخي؛ إن المضادات الحيوية تم اكتشافها في عام 1928 وكان أول مضاد حيوي في ذلك الوقت هو “البنسلين”، وأشارت أن لغز المضادات الحيوية هو قتل البكتيريا التي تتسبب في إصابة الإنسان بالأمراض ولكن في الوقت نفسه تحاول البكتيريا إيجاد طريقة للهروب من تأثير المضادات الحيوية والبقاء على قيد الحياة، في حين إن الشق الآخر من اللغز هو أن الطب الحديث لا يمكنه الاستمرار دون مضادات حيوية فعالة.
أكدت “بلخى” أن أول ما يفعله المرضى هو محاولة استخدام المضادات الحيوية عندما يصفه الطبيب له فقط ويتوقف عنه دون الذهاب إلى الطبيب لتكملة دورة المضاد الحيوي، وقد قدمت نصيحة بضرورة التأكد من عدم مشاركة المضاد الحيوي الخاص بالمريض مع أي فرد من أفراد العائلة أو الأصدقاء حيث إن في أغلب الأحيان قد يكون المريض مصاب بأحد أنواع العدوى الغير فيروسية ولا تحتاج إلى مضادات حيوية؛ لذلك وجب على المريض استشارة أحد الأطباء المتخصصين لمعرفة إذا كان يحتاج إلى وصف أحد أنواع المضادات الحيوية المناسبة لحالته أم لا.
أضافت “بلخى” أن في حالة إذا لم يكمل المريض دورة المضادات الحيوية التي وصفها الطبيب له؛ فإنه يعرض البكتيريا الموجودة في جهازه الهضمي لجرعات غير مكتملة وغير فعالة من المضادات الحيوية مما يترتب عليه إثارة هذه البكتيريا ويجعلها غير مستجيبة للمضادات؛ لذلك فإن خطر المضادات الحيوية تكمن في عدم إكمال دورته مما يترتب عليه تطوير هذه البكتيريا إلى جراثيم قوية.
في هذه الحالة فإن المريض لن يجد أي نوع من المضادات الحيوية الفعالة معًا؛ نتيجة للأثر السلبي التي تركته المضادات الحيوية التي سبق وتناولها دون جدوى، ومن الجدير بالذكر أن مشاركة المضادات الحيوية مع الآخرين؛ فإن ذلك يعرضهم للخطر نتيجة تناول الدواء الخاطئ بناءًا على إرشادات غير دقيقة.
دور الحكومات والمنظمات
أوضحت الدكتورة حنان بلخى أن بعض الأشخاص لا يمكنهم حل المشكلة بمفردهم، وأشارت أن منظمة الصحة العالمية تهتم بشكل كبير لمقاومة مضادات الميكروبات، وأكدت أن المنظمة تعمل مع عدد من المنظمات الهامة ومن أهمهم منظمات الصحة والزراعة وصحة الحيوان والبيئة؛ من أجل تحديد أفضل طرق النظافة التي تقلل من فرص إصابة الإنسان أو الحيوان بالعدوى مما يقلل من الحاجة إلى المضادات الحيوية.
أكدت د. بلخى أن هذه المهمة ليست بالمهمة السهلة؛ بل تحتاج إلى مجهود كبير، وأعربت عن أملها في التعاون مع الحكومات على مستوى العالم؛ من أجل وضع خطط عمل تساعد في نظام الرعاية الصحية والنظام الزراعي والبيئة حيث إن نظافة البيئة يترتب عليه الحصول على طعام نظيف وعيش الإنسان والحيوان بصحة مما يساهم في تقليل الحاجة إلى مضادات حيوية قدر الإمكان.