بين عجز العديد من الحكومات أمام جبروت إسرائيل، وعجز مجلس الأمن في إيقاف الحرب الإسرائيلية على أهالي القطاع، أمام الفيتو الأمريكي، والمساندة الأمريكية لجرائم إسرائيل، ظهر محامي فرنسي من أكبر المحامين عمرا وخبرة، ودعا الكثير من محامي العالم، لتكوين جيشا من المحاميين يخوضوا معركة لتحقيق وتطبيق القانون الدولي، وأدانه إسرائيل كمجرم حرب في قطاع غزة.
المحامي الفرنسي ” جيليس ديفيرس “
بدا المحامي دعوته بأن غزة ليس لها جيش يدافع عنها، لذا فيجب التعاطف معها من محبي الخير والإنسانية، حيث جمع المحامي جيليس ديفريس إلى الآن جيشا من 300 محامي، ومازال يدعو محامي العالم للانضمام لهذا الجيش، حيث نشرت خديجة بن قنة وهي إعلامية بقناة الجزيرة، مقطع فيديو للمحامي الفرنسي الشهير، وذلك على حسابها في منصة اكس.
ليس لديكم جيش، لذا قررنا أن نكون جيشكم ..
أحد أكبر المحاميين الفرنسيين عمراً وخبرةً ويدعى Gilles Devers جمع في 10 أيام فقط جيشا من المحامين من قارات الأرض كلها لمحاكمة الكيان الصههيوني على جرائمه بحق الفلسطينيين..
القائمة تجاوزت 300 محامي من مختلف الجنسيات والأديان وما زالت… pic.twitter.com/ASLRQ6cjnt— خديجة بن قنة khadija Benganna (@Benguennak) November 13, 2023
جرائم الحرب بالقانون الدولي
يعد تعريف ” جرائم الحرب ” بالقانون الدولي مرتبط بالجرائم التي ترتكب ضد المدنيين العزل، وقد بدأ الاعتراف بهذا القانون في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وقت إنشاء محكمة ” نورمبرغ ” الدولية، والتي أقيمت لمحاكمة الجرائم التي ارتكبها النازيين، ولا تقتصر جرائم الحرب على الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين فقط، ولكن هناك جرائم ضد المقاتلين في نزاع مسلح، تعتبر أيضا جرائم حرب، وهي جريمة فردية يحاسب عنها مرتكبي الجريمة أو القائد الذي أمر بها، وذلك حسب ما جاء في المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، حيث يعد مجرم حرب إذا ارتكب الجرائم الآتية:
- القتل والتعذيب والاغتصاب واحتجاز الرهائن.
- تسليح الأطفال للقتال.
- حرمان الأسرى من محاكمة عادلة، وإجبارهم لخدمة الأعداء.
- التهجير غير القانوني للمدنيين.
- القصف العشوائي على منازل المدنيين والأماكن المكتظة بالسكان.
- القصف العشوائي على المستشفيات والمدارس ودور العبادة أو المنشآت المدنية.
- الهجمات المتعمدة ضد بعثة المساعدات الإنسانية.
- الهجمات المتعمدة ضد قوات حفظ السلام أو المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
- استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، أو الغازات المحظورة.
- جرائم العقاب الجماعي.
جرائم الإبادة الجماعية
استخدم هذا المصطلح لأول مرة بعد عمليات الإبادة التي فعلها النازيين لليهود، في محاكمات نورمبرغ، ولكنها أصبحت بعد ذلك جزء من القانون الدولي، وتعرف جريمة ألإبادة الجماعية أنها جرائم ترتكب ضد مجموعة على أساس ديني أو عرقي، لأبادتهم أو تستهدف الحول دون الإنجاب.
جرائم ضد الإنسانية
في البداية كان يشير هذا المصطلح إلى الجرائم التي ترتكب ضد العبيد، أو تجارة العبيد، وبعد ذلك أطلقت على الهجوم الواسع ضد المدنيين والأطفال والنساء وكبار السن، والمصابين، وامتداد ذلك لمنطقة جغرافية واسعة بغرض تعزيز سياسة دولة أو منظمة.
جريمة العدوان
وهي جريمة تم أضافتها في عام 2017، حيث أضافتها 123 دولة الأعضاء في المحكمة الدولية الجنائية (ليس بينهم روسيا أو أمريكا )، وتعرف هذه الجريمة باعتداء أي دولة على سيادة دولة أخرى، فمن المفترض في القضاء الدولي معاقبة قادة الدول المعتدية، ولم تدخل هذه الجريمة حيز التنفيذ بعد.
نماذج لمحاكم القانون الدولي
تعاقب هذه النماذج عن طريق ملاحقة الأنتربول لهم، كما أنها لا تسقط بالتقادم، وتكون العقوبة بالموت أو السجن طويل الأمد، وهناك بعض النماذج ليست بالكثيرة التي طبق عليها تلك القوانين مثل:
- وصفت الانتهاكات التي مارسها الاستعمار الأوروبي ضد العبيد في أفريقيا، بأنه جرائم ضد الإنسانية.
- وصفت الفظائع التي ارتكبت من ملك بلجيكا ليوبلد الثاني في الكونغو أنها جرائم ضد الإنسانية.
- وصف باحثون أن مذابح الأرمن في الدولة العثمانية هي جرائم ضد الإنسانية.
- تم إنشاء محكمتين دوليتين جنائيتين سنة 1993م، لمحاكمة مرتكبي الجرائم في يوغوسلافيا وروندا، ومازال المطلوب الأول دوناتيان نيباسومبا متواري عن الأنظار، والذي أضرم النار في كنيسة بعد قتل من فيها، ووجه إليه اتهام ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية في روندا.
- كما وجه للضابط والزعيم الصربي السابق رادوفان كاراديتش جريمة الحرب والإبادة الجماعية لما فعله لمسلمين البوسنة، وكذلك وجهت نفس التهمة لرئيس الجيش الصربي السابق راتكو ملاديتش، وحكما عليهما بالسجن مدى الحياة.
- محاكمة رئيس كوسوفو السابق هاشم تقي وثلاث متهمين آخرين في محكمة لاهاي على خليفة المذابح التي قادها للألبان في كوسوفو.
صعوبة تطبيق القانون الدولي
تأتي صعوبة تطبيق القانون الدولي، لأنه قد يخضع لأهواء القوى العظمى والأقوى، فمثلا ترغب أمريكا في أعتبار الحرب على أوكرانيا أنتهاكا للقانون الدولي، ولكنها لا يمكن أن تطلق هذه التهمة على إسرائيل، رغم أنها ارتكبت مذبحة في غزة لم يراها تاريخ الحروب في العالم، ومن هنا قد تختلط الأمور ويصعب تطبيقها، في عالم تديره مصالح القوى العظمى.
رئيس وزراء إسرائيل نتينياهو