تمَّ إيقاف أحد أطباء الأسنان في فرنسا عن ممارسة المهنة بينما تتواصل مُحاكمته مع والده في مدينة مرسيليا الفرنسية منذ أربعة أسابيع، بتهمة اقتلاع 580 سناً سليمة لأغراض مالية.
محامي الادعاء لـ الطبيب الموقوف “أنت مؤذٍ ومزيف”
افتتح محامي الادعاء مرافعته ضد طبيب الأسنان السابق ليونيل، ووالده جان كلود جويدج، قائلاً له “أنت مؤذٍ ومزيف” حيث كانت الجلسات التمهيدية قد بدأت قبل أسابيع أمام محكمة الجزاء في مرسيليا جنوبي فرنسا، بعد 10 سنوات كاملة من التحقيقات في القضية.
واتهم الطبيب الفرنسي الموقوف عن ممارسة المهنة “بالتسبُّب في إعطابٍ لأهداف مادية” لنحو 350 مريضاً كانو قد قصدوه في عيادته بالحي الشمالي لمرسيليا للعلاج من ألمٍ في الأسنان، ليقوم المُتَّهم بالتعاون مع والده باقتلاع أسنان عشرات المرضى من دون وجه حق، بهدف عمل أطقم صناعية أو زراعة أسنان لهم، بهدف دفعهم للجوء إلى طرق العلاج الأكثر ربحاً.
وتقدّم محامي الضحايا “مارك سيكالدي” إلى المحكمة بقائمة من التهم جاء فيها أن المتهمين الإثنين اقتلعا 580 سناً صحيحة من أفواه 55 مريضاً من موكليه، وأوضح قائلاً “لكي تدركوا حجم الضرر، فإن هذا الرَّقَم يعني بمجموعه تشويه 20 فماً، وحرمانها الأسنان بالكامل”.
وخلال الأسبوعين الأول والثاني من الجلسات استمعت المحكمة إلى أقوال الـ55 مدعياً، الذين استفاضوا في وصف معاناتهم المُستمرة من الآلام التي كانوا في غنى عنها، وقال بعضهم إنه ما زال يتألم رغم مرور أكثر من عشر سنوات على مراجعته الطبيب المُتهم.
الطبيب الموقوف: “أموت من الخجل والتأثر”
واستناداً إلى نتائج التحقيقات، فقد كان “غيدج” يلجأ إلى تعرية السن من طبقة “المينا” الخارجية بهدف تعريض المريض لحساسية مؤلمة عند تناول المشروبات الساخنة أو الباردة، ثمَّ يقنعه بضرورة قلع السن وتركيب الجسور، أو زرع أسنان اصطناعية مرتفعة الكلفة، حيث تمّ تغيير كامل الأسنان في بعض الحالات.
من جانبه، اعترف الطبيب الموقوف عن العمل ليونيل غيدج بأنه ارتكب أخطاءً في العلاج، مُدعياً أنَّه لم يكن يقصد إيذاء أيّ من مرضاه أو تشويههم، وأوضح قائلاً “أموت من الخجل والتأثر للمعاناة التي تسبّبت فيها لمرضاي”، لكن محامي الادعاء ردَّ عليه بأن ما قام به “لم يكن تطبيباً بل تجارة”، وأنه قد نفّذه “بالحيلة والعنف” حسب وصفه. ومن المقرر أن يصدر الحكم في القضية في الرابع من أبريل القادم.