تليجرام ليس مجرد وسيلة تواصل آمنة تفوق واتساب بعدة مزايا نحن في غنى عن ذكرها هنا فحسب، بل إنك تجد على تليجرام ما قد لا تجده في محركات البحث الشائعة! وبعيدًا عن بعض سلبياته التي ترجع في الأصل إلى سوء استغلاله من قبل بعض المستخدمين، فإن تليجرام يطور نفسه دائمًا للأفضل ولا أجد أفضل من ميزة (المجلدات) التي جعلته أكثر تنظيمًا من واتساب؛ حيث يمكنك أن تفصل بين المجموعات والقنوات والرسائل على حسب موضوعاتها، فتجعل مجموعات الدراسة النظامية والأكاديمية في مجلد (فولدر) واحد تختار تسميته، ومجلد آخر لمجموعات وقنوات العمل والحياة المهنية، ومجلد ثالث تجعله كمكتبة خاصة تجمع فيه كل قنوات الكتب الإلكترونية ودور النشر والمجلات، ورابع تجعله للرسائل الشخصية فقط لتتمكن من الوصول إليها بسهولة وسط مئات الرسائل التي تصل يوميًا من المجموعات والقنوات. والجميل أنه ليس هناك عدد محدد للمجلدات، وهذه نعمة لو جاز لنا أن نصفها بذلك، ومن جرب تليجرام قبل تحديث المجلدات فسيعرف كم كان مزعجًا عندما نبحث عن رسالة من أشخاص وسط آلاف القنوات المفيدة التي لا يمكن أن نستغنى عنها أو نغادرها وبعد، أنقل لك خلاصة 4 سنوات تقريبًا على منصة تليجرام!
أولًا: تليجرام كمكتبة
أنشئت قناة خاصة (وليست عامة للجميع) أضع فيها كتبي التي اقرأ باستمرار إما بالتحويل من قنوات الكتب إلى قناتي في أقل من ثانية واحدة، أو برفع الكتاب على القناة. ويمكنني بذلك الرجوع للكتاب في أي جهاز سجلت دخول عليه بحساب تليجرام نفسه فلا يرتبط الكتاب بجهاز واحد معين ولا أحتاج لشراء مساحة تخزينية من جوجل وأستغل المتاح مجانًا لحسابي فيها لملفات أخرى.
تحولت من تدوين الفوائد وكتابة الاقتباسات ورقيًا أو تظليلها -الأمر الذي لا يمكننا فعله بالكتب المستعارة وفي المكتبات العامة- إلى الاحتفاظ بها في قناة واحدة خاصة. حيث أقوم بتصوير الجزء الذي أرغب في الاحتفاظ به كـ سكرين شوت وأضعه في القناة مرفق معه اسم الكتاب ومؤلفه ورقم الصفحة وسطر واحد مختصر عن طبيعة النص المنقول بحيث يشمل كلمات معبرة عنه تمكنني من الوصول إليه عند البحث في القناة بكلمات معينة.
جعلت لتعليقاتي وملاحظاتي غير المنشورة على الكتب والتي هي رؤوس أقلام لعمل مراجعة “ريفيو” للكتاب في قناة خاصة كي أرجع لها عند كتابة مراجعة عن كتاب أو إبداء الرأي فيه أو في جلسات المناقشة بخصوصه.
ثانيًا: تليجرام كمنصة للتعليم
مع تحول التعليم إلى التعليم عن بُعد في ظل كوفيد-19 “كورونا” كان لتليجرام نصيب كبير للتواصل بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، نعم كان -للأسف- بعض الأساتذة يتجاهلونه ويستخدمون واتساب بدلًا منه، ولكن أقولها بثقة ما يملكه تليجرام من إمكانية التصنيف إلى مجلدات والبث المباشر وربط المجموعات بالقنوات وباعتباره سحابة تخزينية ليس من السهل أن يفقد المستخدم ما فيها مثلما يحدث في واتساب أو يفوته بعض الرسائل نظرًا لمسح التطبيق، كل هذا يعطيه الأولوية في الاستعمال كمنصة للتواصل ونشر المواد التعليمية.
هناك العديد من المبادرات والأكاديميات والمعاهد والبرامج العلمية الجادة المجانية على تليجرام في مختلف المجالات، وهناك قنوات متخصصة في جمع تلك الإعلانات عن الدورات والبرامج المجانية ونشرها في تليجرام.
يمكنك الاستفادة من القنوات المفتوحة والعامة الخاصة بكليات معينة في الجامعات حيث يُنشر عليها بعض المحاضرات للطلاب والمقررات والملخصات. وبالصدفة وجدت قناة لكلية من الكليات في مجال العلوم الإنسانية وبالرغم من عدم تفرغي للاطلاع على المحتوى المنشور حتى هذه اللحظة إلا أنني أحتفظ بها ربما أعود إليها لحاجتي.
ثالثًا: تليجرام كمحرك بحث
من مميزات تليجرام أنك تقوم بالبحث عن كلمة أو أكثر في خانة البحث، وسوف تخرج لك مئات النتائج المرتبطة بهذه الكلمة من قنوات ومجموعات عامة وأيضًا تلك التي قمت بالانضمام لها، فيتشكل لديك مخزون هائل من المصادر النصية والورقية والمسموعة والمرئية لما تبحث عنه دون الحاجة لفتح كل موقع والدخول إليه وربما يستخدم الموقع بياناتنا بشكل ما، أقصد البحث في جوجل!
يمكن للمستخدم أن يبحث عن شيء ما في إطار محدد، حيث تظهر أولوية نتائج البحث المرتبطة بالقنوات والمجموعات التي انضم لها المستخدم، فبكل بساطة عندما تنضم إلى قناة أو مجموعة على تليجرام فإنك تكون مختارًا لها راغبًا في الاستفادة من محتواها بناء على ثقتك بها بشكل ما، فلا يكون بحثك عشوائيًا في المواقع والمنتديات.
رابعًا: تليجرام كوسيلة اتصال
يتميز تليجرام فيما يخص الرسائل المتبادلة بين الأشخاص بـ:
- السرعة الفائقة.
- تشفير الرسائل مما يجعله آمنًا بصورة كبيرة.
- إمكانية حذف الرسائل حتى من عند الطرف الآخر حتى لو مرت فترة طويلة، وللأمانة فالبعض يعدها من عيوب تليجرام.
- يمكن التواصل باستخدام الـ “يوزر نيم” بدون أن يرى الآخر رقم هاتفك ما لم يكن رقمك في سجل أرقامه المحفوظة.
- المحادثات السرية على قدر كبير من السرية بالفعل، وبها ميزة “العداد المؤقت للرسائل” أو “التدمير الذاتي للرسائل” ويحدد المستخدم مدته من 1ث فأكثر.
- وتكون الصور مشفرة والمحادثة مشفرة لا يمكن التقاط لقطات للشاشة “سكرين شوت”.