الشيخ الشعراوي؛ إمام الدعاة وشيخ المفسرين، الشيخ الشعراوي هو واحد من أهم علماء الدين الإسلامي ويعتبر من أشهر علماء تفسير القرآن الكريم في العصر الحديث. أشتهر بأسلوبه البسيط في التفسير وتفسيره لمعاني آيات القرآن الكريم باللغة العامية البسيطة الذي يصل إلى ذهن المتلقي بصورة سريعة. حاز الشيخ محمد متولي الشعراوي على حب الكثير من الناس في مصر وفي الوطن العربي.
مولده ونشأته
ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في حي دقادوس بمدينة ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية في الخامس عشر من أبريل سنة 1911 ميلاديًا الموافق 17 ربيع الأول عام 1329 هجريًا.
بدأ حفظ القرآن الكريم في كتاب الحي الذي يسكن فيه وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في سن الحادية عشر، التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري عام 1922 م وبعدما أنهى الشيخ دراسته في مرحلة الثانوية الأزهرية التحق بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة عام 1937.
حياة الشعراوي العملية
أنهي الشيخ الشعراوي دراسته الجامعية في عام 1940 وحصل على إجازة التدريس عام 1943 م وبعدها عين مدرسًا في المعهد الديني بمدينة طنطا ثم انتقل إلى المعهد الديني بمدينة الزقازيق لفترة ثم انتقل بعدها إلى المعهد الديني بمدينة الإسكندرية، ثم سافر الشيخ محمد متولي الشعراوي إلى المملكة العربية السعودية في عام 1950 م حيث عمل أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى، ثم عاد إلى مصر وعين مديرًا لمكتب شيخ الأزهر وقتها الشيخ حسن مأمون في عام 1964م.
في عام 1966 م عُين الشيخ محمد الشعراوي رئيسًا لبعثة الأزهر الشريف بدولة الجزائر لمدة سبع سنوات، وبعد عودته إلى مصر تم تعيينه مديرًا للأوقاف بمحافظة الغربية ثم وكيلًا للأزهر الشريف، وبعدها سافر إلى المملكة العربية السعودية مرة ثانية في عام 1970 ميلاديًا ليعمل أستاذاً في كلية الشريعة بجامعة الملك عبدالعزيز، ثم تم ترقيته إلى منصب رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة المك عبدالعزيز في عام 1972. وفي عام 1976 تم تعيين الشيخ الشعراوي وزيرًا للأوقاف بجمهورية مصر العربية وظل في منصبه حتى أكتوبر عام 1978م، كام تم تعيينه عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية في عام 1980 م كما تم اختياره عضوًا بمجلس الشورى في العام نفسه. وفي عام 1987م تم تعيينه عضوًا بمجمع اللغة العربية، وبعدها تفرغ للدعوة الإسلامية وتفسير القرآن الكريم ورفض العديد من المناصب التي عرضت عليها وقتها مثل تولي مشيخة الأزهر الشريف وغيرها من المناصب الهامة في العديد من الدول الإسلامية.
الشعراوي وتفسير القرآن الكريم
بدأ الشيخ محمد متولي الشعراوي تصوير حلقات تفسير القرآن الكريم على شاشة التليفزيون المصري في عام 1973 من خلال برنامج نور على نور، ثم تبعها بالعديد من اللقاءات التليفزيونية المصورة من خلال تفسيره للقرأن الكريم في المساجد في حضور عدد كبير من المصلين وهو البرنامج الأشهر الذي كان يتابعه العديد من المسلمين في مصر والوطن العربي.
اعتمد الشعراوي في تفسيره لآيات القرآن الكريم على استخدام لغة المنطق في توصيل المعلومة إلى ذهن المتلقي وضرب الأمثلة البسيطة باللغة العامية المصرية، كما استطاع بأسلوبه السهل البسيط في وصف فصاحة وعظمة القرآن الكريم أن يشرح معاني الآيات وأسباب نزولها بطريقة يفهمها جميع المسلمين في الدول العربية والإسلامية ولذلك حظى الشعراوي بحب المصريين من جميع الفئات والطبقات.
أشهر مؤلفات الشعراوي
قام الشيخ الشعراوي بتأليف العديد من الكتب والمؤلفات في تفسير القرآن الكريم، نذكر بعضًا منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الأدلة المادية على وجود الله.
- الإسراء والمعراج.
- خواطر قرآنية.
- الإسلام والفكر المعاصر.
- القضاء والقدر.
- بين الفضيلة والرذيلة.
- الفكر الإسلامي الميسر وأدلته الشرعية.
- المرأة في القرآن الكريم.
- الله والنفس البشرية.
- الأحاديث القدسية.
- الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله.
- البعث والميزان والجزاء.
- وصايا الرسول.
- يوم القيامة.
- خواطر الشعراوي.
- أضواء حول اسم الله الأعظم.
- أسرار بسم الله الرحمن الرحيم.
المنح والجوائز في حياة الشعراوي
- مُنح فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى في 15 أبريل عام 1976 م بمناسبة بلوغه سن المعاش.
- حصل على شخصية العام الإسلامية من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الأولى عام 1998 ميلاديًا الموافق عام 1418 هجريًا.
- مُنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى مرتين المرة الأولى في عام 1983 م والمرة الثانية في عام 1988م.
- حصل على الدكتوراة الفخرية في الآداب من جامعتي المنوفية والمنصورة.
حياة الشعراوي العائلية.
تزوج الشيخ الشعراوي أثناء دراسته للمرحلة الثانوية وأنجب ثلاثة أبناء هم: سامي وعبدالرحيم وأحمد، وبنتنان هما: فاطمة وصالحة.
وفاة الشيخ الشعراوي
توفى الشيح محمد متولي الشعراوي في السابع عشر من يونيو عام 1998 ميلاديًا الموافق الثاني والعشرون من صفر عام 1419 هجريًا عن عمر يناهز 87 عامًا، وتم دفنه بمجمع الشعراوي بالقرب من مقابر دقادوس بمدينة ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية مسقط رأس فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة وشيخ المفسرين للقرآن الكريم في العصر الحديث.