ليلة النصف من شعبان.. عيد الملائكة.. لماذا؟ التمسوها ليلة للاثنين 6 مارس 2023

يعرف الناس ليلة النصف من شعبان بأنها عيد الملائكة.

لكن لماذا سميت ليلة النصف من شعبان بعيد الملائكة؟ ربما لا يعرف الكثيرون السبب.

وربما لو عرفوه فسوف يكتشفون سرا جديدا من أسرار تلك الليلة المباركة، والتي ينتظرها المسلمون في كل بقاع الأرض، ويعقدون الآمال العريضة على تحقيق أمنياتهم وأحلامهم، بتضرعهم لله تعالى في ليلة النصف من شعبان المباركة، وكلهم إيمان وثقة بالله في تحقيق آمالهم والاستجابة لدعائهم.

ليلة النصف من شعبان
فضل ليلة النصف من شعبان

سبب الاحتفال بليلة النصف من شعبان

إنها حقا ليلة مباركة تحقق فيها أمنية عزيزة لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام بأن تكون قبلته في الصلاة إلى الكعبة المشرفة. وكانت قبلة المسلمين في بداية الدعوة للمسجد الأقصى.

تم ذلك في العام الثاني من الهجرة، والذي وافق نوفمبر 623م، حيث كان الرسول بين أصحابه في المدينة المنورة، وأثناء الصلاة نزل الوحي على الرسول الكريم، بأن الله قد من عليه، وحقق أمنيته الغالية بأن تكون قبلته إلى مكة المكرمة. وفورا تم تغيير القبلة أثناء الصلاة، وحذا المصلون خلف الرسول حذوه دون أن يعلموا بالسبب.

وبعد ختام الصلاة زف الرسول الكريم البشرى للمسلمين بتحول القبلة إلى الكعبة المشرفة تكريما من الله لرسوله الكريم، وتحقيقا لأمنية غالية اختزنها في قلبه.

وكان الرسول الكريم واقفا على مشارف مكة المكرمة، حيث قال: «والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» (رواه الترمذي (.

فضل ليلة النصف من شعبان
دعاء ليلة النصف من شعبان

تم تكريم تلك الليلة المباركة بالعديد من الأسماء التي توحي بعظمتها وجلالها، فهي ليلة الشفاعة، وليلة العتق من النار، وليلة مغفرة الذنوب، ليلة البراءة، ليلة الغفران والعتق من النار.

كل تلك الأسماء الجليلة تشير إلى فضل الدعاء في تلك الليلة المباركة.

فضل ليلة النصف من شعبان
أدعية ليلة النصف من شعبان

 

هناك دعاء معروف بدعاء النصف من شعبان يحرص على الدعاء به العامة. ولا بأس في ذلك على أي حال.

لكن العبرة عزيزي القارئ هي أن تكون مهيأ نفسيا تماما أثناء الدعاء. أن تكون كل خلجة في جسمك لله تعالى.

لا تردد الدعاء بلسانك، لكن دع قلبك وفؤادك يردد الدعاء قبل لسانك.

ادع الله بما شئت. لا تدع النصوص تقف بينك وبين ربك الكريم والعالم بما في ضميرك.

فقط يطالبنا الله سبحانه بالإلحاح في الدعاء، وسبحانه عليه الاستجابة التي وعد بها عباده حيث قال “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” صدق الله العظيم

لقد دعا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام إلى الاحتفال بهذه الليلة المباركة، فأوجز في حديثه مآثر تلك الليلة حيث قال إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا…؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» رواه ابن ماجه.

وقد اجمع الأزهر الشريف والفقهاء على أن يجوز الاحتفال بليلة النصف من شعبان بعمل الخير والإحسان للمحتاجين، والدعاء والابتهال إلى الله، والصلاة. ندعو الله عز وجل بالقبول والاستجابة

إنها حقا ليلة عظيمة يستجاب فيها الدعاء وتتحقق الأماني بإذن الله تعالى.

نعود لسبب تسمية ليلة النصف من شعبان بعيد الملائكة

ليلة النصف من شعبان
عيد الملائكة

 

يقال أن للملائكة في السماء عيدين: العيد الأول هو ليلة القدر المباركة التي أنزل الله فيها القرآن على نبيه ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

“إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)”.

أما عيد الملائكة الثاني فهو ليلة النصف من شعبان، دلالة على مكانتها وجلالها، وكما في عيد الملائكة الأول “ليلة القدر” هي ليلة الغفران والاستغفار والعتق من النار، فإن لليلة النصف من شعبان نفس المكانة العظيمة والجليلة عند الله وملائكته وعباده المخلصين.

أفادت دار الإفتاء المصرية أن موعد ليلة النصف من شعبان سوف توافق هذا العام ليلة الجمعة حيث تبدأ شعائرها اعتبارا من مغرب يوم الإثنين 6/3/2023 والموافق 14 شعبان سنة 1444 هجرية، وتمتد حتى فجر يوم الثلاثاء 7مارس 2023 الموافق 15 شعبان 1444هجرية.

ندعو الله في هذه الليلة المباركة أن تكون ليلة استجابة وعتق من النار للجميع يا رب العالمين.

كما أوضحت دار الإفتاء أنه يستحب الدعاء بالدعاء التالي في هذه الليلة المباركة

“اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ”.
اقرأ أيضا

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.