أرسل الله الأنبياء والرسل مبشرين ومنذرين، لهداية الناس لعبادة الله تعالى والأخذ بأيديهم، إلى طريق الصلاح والفلاح لهم والذي يحقق لهم الراحة في الدنيا والآخرة، ففي كل فترة زمنية كانت تمضي، كان يرسل الله جل وعلى أنبيائه ورسله للعباد لكن النفس البشرية هي أمارة بالسوء فإن كان من العباد من أهتدى واستجاب لدعوة ربه له لكن منهم من تكبر وعلى في الأرض بغير الحق، ووضع أمام طريق الهداية الذي جاء به أنبياء الله العراقيل والعوائق والمخاطر، لكن الأنبياء قد صبروا من أجل نصرة الحق ومنهم من لقب بأولو العزم.
ماذا تعني أولو العزم
حيث أن معناها في اللغة هو عقد النية القلبية لإدراك الغاية والهدف، ولذا عندما نرى الشخص مصمم على تحقيق أهداف بنشاط وهمه نطلق عليه ذو عزيمة وإرادة وأنه حازم ثابت العزم.
أما المعنى الاصطلاحي له، فهو يطلق على الرسل والأنبياء، الذين صبروا في طريق الدعوة التي أرسلوا بها من قبل الله تعالى للعباد وهؤلاء صبروا بصورة كبيرة عن أقرانهم من الرسل والأنبياء، وقد ذهب عدد من العلماء بأن كافة الأنبياء والرسل هم من أولى العزم لأنهم كانوا يتمتعون بالعزيمة والهمة من أجل إعلاء الدعوة ونصرة دين الله تعالى.
ولكن هناك بعض الأنبياء والرسل قد تميزوا عن غيرهم، ويمكن أن نستخلص ذلك من قول الله تعالى في القران الكريم ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) صدق الله العظيم.
حيث رأى العلماء بأن أولو العزم من الأنبياء والرسل هم خمسة على النحو الآتي:
- سيدنا محمد.
- سيدنا إبراهيم.
- سيدنا موسى.
- سيدنا عيسى.
- نوح.
عليهم من الله أفضل الصلاة والسلام وذلك لأنهم صبروا طويلا من أجل نصرة دعوتهم لدين الله تعالى، وقد أوذوا من أقوامهم كثيرا لأجل ذلك لذا فقد نالوا تلك الدرجة العالية، كما أنه تم تعذيبهم حتى لا يصل دين الله للعباد.
وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم تلك الأنبياء في قوله تعالى( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) صدق الله العظيم.
أما ترتيب الأفضلية فقد أجمعوا بأن أفضلهم هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بعده سيدنا إبراهيم عليه السلام وقد أختلف في ترتيب الباقي منهم فذهب البعض إلى أن سيدنا موسى عليه السلام من بعدهم وهناك أختلاف بالنسبة لترتيب الأفضل بين سيدنا عيسى ونوح عليهما الصلاة والسلام.