في 15 يوما فقط أتاحها الأزهر أمام راغبي حفظ القرآن الكريم، تقدم نصف مليون طفل لرواق الأزهر وفروعه المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية والتي تبلغ 507 فرعا لحفظ القرآن.
هذه الأرقام وردت على لسان الدكتور هاني عودة مدير الجامع الأزهر، الذي أكد أن إطلاق رواق الطفل جاء بتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حيث تم تشكيل اللجان المتخصصة لاستقبال طلبات المتقدمين على مستوى الجمهورية بداية من 28 أبريل الماضي ولمدة 15 يوما.
الرواق سوف يقبل الأطفال من عمر 5 سنوات وحتى عمر 13 عاما، في 11 مستوى بداية من 5 سنوات، وهو المستوى الذي سيبدأ العمل به بالفعل من السبت القادم، بطاقة استيعابية تبلغ 90 ألف طالب، ثم يتوالى افتتاح المستويات العشر الباقية تباعا.
ما سبق يمثل المعلومات الرسمية المعلنة من الجامع الأزهر، والتي تبين الإقبال الرائع من أطفال المسلمين على حفظ كتاب الله في صدورهم، أو بالأحرى هو قرار الآباء وأولياء الأمور الذين اتخذوا قرار تعليم أبنائهم القرآن كأولوية قصوى وقبل أي شيء آخر.
الظاهرة لم يتم ملاحظتها في إعداد الجامع الأزهر فقط، ولكنها كانت واضحة بشدة في التظاهرات القرآنية طوال شهر رمضان وخاصة في أيامه الأخيرة، حيث انتشرت الاحتفالات في المحروسة وخاصة في القرى التي احتفلت في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم باختتام المسابقات الرمضانية لحفظ كتاب الله.
وكانت الأعداد كثيرة جداً وعلى غير العادة حتى صارت واضحة لكل من شاهدها، ففي القرية الواحدة أقيم أكثر من احتفال نظمته الأوقاف أو جمعيات خيرية أو مراكز الشباب، لتوزيع الجوائز على الأطفال الذين فازوا في المسابقة، في شوادر ضخمة امتلأت بالأطفال وأهاليهم فيما يشبه العرس الديني الكبير.
بالتأكيد القرآن الكريم هو كتاب المسلمين الذين يعتزون به ويحرصون على قراءته وحفظه، إلا أن زيادة الظاهرة في الآونة الأخيرة، تشير إلى أن معظمهم يشعر بهجمة خارجية ضد ثوابت الدين، بل ثوابت أي دين من تيار كبير وقوي يريد أن يهيمن على الثقافات المحلية ويفرض ما يريد من مبادئ وأسس.
لقد جاء انتشار الفيديوهات والحوارات وكل ألوان وسبل الطعن في الدين الإسلامي على شبكات الإنترنت، سواء التي تطعن في الكتاب أو في السنة، بنتيجة عكسية تماما، حيث دفعت المسلمين للخوف الشديد على ثوابتهم ومعتقداتهم، وقرروا حفظ كتابهم الأهم في صدور أبنائهم، من ناحية كي يظل بعيدا عن الطعن والتزوير، أو قريبا من قلوبهم وعقولهم للمحافظة عليه والعمل بما فيه من ناحية أخرى.
أفضل طريقة لحفظ القرآن الكريم خلال فترة قصيرة
حتى من يحاولون تنقية التراث – ولهم كل الحق – عليهم أن يؤدوا المهمة بحرص شديد وإقناع للناس بأهدافها النبيلة، عن طريق انتقاء الذين يتصدرون المشهد، والوسائل اللازمة والمناسبة لعرض الأفكار الجديدة، أو أسباب التخلي عن شيء من التراث، قبل التقدم خطوة واحدة، وإلا ستكون كل النتائج عكسية عندما تقترب من معتقدات الناس، الحصن الأخير لهم في الحياة.