تعددت الفتاوي واختلفت الآراء الخاص بحكم بيع وشراء القطط، حيث حرمها بعض أهل العلم وأجازها البعض الأخر، ولكن الأسلام نظر إلى الحيوانات بأنها مصدر من مصادر النفع في الحياة وأنها من الأمور المسهلة لحياة الإنسان والتي تفيده وتساعده في قضاء الحاجات، وهي من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، ووردت الكثير من الآيات والأحاديث النبوية التي تأمر الأنسان بالرفق بالحيوان وعدم الإيذاء والمحافظة على الحقوق منها توفير المسكن المناسب لها وفقا لحديث النبي صلي الله عليه وسلم “إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيَرْضَى بِهِ، وَيُعِينُ عَلَيْهِ مَا لا يُعِينُ عَلَى الْعُنْفِ، فَإِذَا رَكِبْتُمْ هَذِهِ الدَّوَابَّ الْعُجْمَ فَأَنْزِلُوهَا مَنَازِلَهَا، فَإِنْ كَانَتِ الأَرْضُ جَدْبَةً فَانْجُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا”، بالإضافة إلى عدم الوسم بحرقه أو كيه، بالإضافة إلى الرفق والرحمة بدون تعذيب أو تجويع وفي حديث عن النبي صلي الله عيله وسلم قال: “عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ؛ لَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَتْرُكْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ”.
وفي السطور التالية نتعرف على حكم بيع وشراء القطط والنهي عن بيع وشرائها بالإضافة إلى جواز بيعها وسبب تحريم بيع القطط وكذلك حكم تربية القطط وغيرها من المعلومات المتعلقة.
يعتبر حكم بيع وشراء القطط من الأحكام التي شهدت خلاف بين العلماء بين النهي والجواز ولكل عالم دليله على الحكم حيث يري البعض أنه من الجائز بيعها وشرائها ونهي البعض الآخر ذلك وجاءت الأراء على النحو التالي:
ذهب بعض أهل العلم أنه لا يجوز شراء وبيع القطط واستدلوا على ذلك أن الرسول صلي الله عليه وسلم نهي عن “عن ثمنِ السِّنَّورِ والكلبِ إلَّا كلبَ صيدٍ” وصحة الحديث فيها خلاف، واعتمدوا أيضاً على قول الرسول صلي الله عليه وسلم: ” دع ما يريبك إلى ما لا يريبك” وذلك للبعد عن الشبهات حيث أن بيع أو شراء القطط يعتبر تحديد لثمنها وهو الذي نهي عن النبي صلي الله عله وسلم.
يري الكثير من العلماء أن بيع وشراء القطط جائز من الناحية الشرعية وذلك لعدم وجود أي حديث نبوي شريف عن الرسول صلي الله عليه وسلم صريح يحرم ذلك، ويرون أن حديث النبي صلي الله عليه وسلم الخاص بالنهي عن ثمن السنور هو النهي عن بيع القطط المتوحشة التي من الممكن أن تؤذي الإنسان وإن كان هناك خلاف على صحة الحديث، وأنه لا مانع من بيع القطط الأليفة الطاهرة غير النجسة والتي يمكن للإنسان الاستفادة منها.
سبب تحريم بيع القطط
ذهب أهل العلم إلى نهي وسبب تحريم بيع القطط جاء من حديث النبي صلي الله عليه وسلم بالنهي عن تثمين السنور واختلفوا على صحة الحديث، واعتمدوا أيضاً على الحديث الذي يأمر بالبعد عن كل ما يجعل المرء بالريبة والشك فمن الأولي أن يبتعد عن كل ما فيه شك.
حكم تربية القطط
لم يسخط النبي صلي الله وسلم فعل المرأة في تربية القطة في حديثه: “عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ؛ لَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَتْرُكْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ، ولم يشير إلى أن تربيتها محرم وغير جائز بل وأن حبسها للقطة كان سببا في عذاب المرأة وهو فعل محرم، وما يرجح كفة جواز تربية القطط شرعا أنه لم يرد عن الرسول صلي الله عليه وسلم أو أي نص في القرآن الكريم ما ينهي عن تربيتها.