معهد ماكينزي “Mckinsey” يقدم تقريراً مُفصلاً عن مستقبل المدفوعات في الشرق الأوسط ونسب التحول للدفع الرقمي
تباين في الفترة الأخيرة اعتماد منطقة الشرق الأوسط في التعاملات المالية بين التعامل النقدي والتعامل الرقمي، وعلى الرغم من انتشار الهواتف المحمولة الذكية داخل المنطقة إلا أن نسبة التعامل الرقمي في عمليات تجارة التجزئة لا تتعدى نسبة الثلث، وتعددت أسباب انخفاض نسبة التعامل الرقمي وأبرزها ضعف البنية التحتية للدفع الرقمي في معظم أرجاء المنطقة، كما أن قلة عدد التجار الذين يمتلكون حسابات في البنوك كان سبباً واضحاً أيضاً، بالإضافة إلى طغيان الثقافة الموجودة لدى البعض نحو استعمال الأموال النقدية، ويقدم معهد ماكينزي “Mckinsey” تقريراً مُفصلاً عن المستقبل الذي ينتظر المدفوعات داخل المنطقة.
أشار التقرير أن جائحة كرونا كانت من ضمن الأسباب الرئيسية التي بدأ في تقليل نسب التعامل النقدي وارتفاع نسب الدفع الرقمي، بالإضافة إلى أن المدفوعات الرقمية كانت تحقق نمواً ملحوظاً في فترة ما قبل الجائحة حيث ارتفعت عمليات الدفع الإلكترونية في عدد من الدول، فقد نما التعامل الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة بمعدل سنوي يزيد عن 9% بين العاملين 2014 و2019، بينما سجلت المملكة العربية السعودية أعلى نسبة نمو في مدفوعات البطاقات حيث ارتفعت بأكثر من 70% بين فبراير 2019 ويناير 2021.
وأشار استبيان ماكينزي الذي شارك في عدد كبير من المنطقة أن أكثر من 80% من الذين شاركوا أكدوا أن المدفوعات الرقمية قد ارتفعت 10% في منطقة الشرق الأوسط، وتوقع نسبة 43% منهم أن نسبة ارتفاع المدفوعات الرقمية تصل إلى 20%، وقال نصف المشاركين في الاستبيان أن المدفوعات الرقمية ستستمر في الارتفاع في إطار الخمس سنوات القادمة، مما يؤدي إلى زيادة تراكمية بنسبة 50 في المئة.
الخيارات المفضلة لطرق الدفع في المنطقة
وشمل استبيان معهد ماكينزي المستهلكين حيث تم طرح سؤال لهم عن طرق الدفع المفضلة، وأعرب 58% من المستهلكين عن ميلهم الشديد إلى طريقة الدفع الرقمي ويفضلون هذه الطريقة عن غيرها، بينما أشار 10% فقط إلى تفضيلهم القوي لطرق الدفع النقدية، وعندما سُئل الممارسون في مجال المدفوعات عن خيارات الدفع المفضلة حيث أكد 60% ممن شارك في الاستبيان أن تكون المحافظ الإلكترونية أن تكون طريقة الدفع الأكثر شيوعاً في منطقة الشرق الأوسط.
مقارنة في بعض الجوانب بين الشرق الأوسط وآسيا
وفي استبيان الشرق الأوسط تبين أن 53% من المشاركين يتنبأن أن تسيطر البطاقات التي تعمل بتقنية عدم التلامس على السوق، كما أن هناك توقع بهيمنة المحافظ الإلكترونية المعتمدة على عدم اللمس مقارنةً مع 30% من المشاركين في آسيا، وعلى النقيض فإن الجزء المخصص في الاستبيان لرموز الاستجابة السريعة أوضح أن نسبة 27% من المشاركين في الاستبيان في الشرق الأوسط يرون أن رموز الاستجابة السريعة QR ستكون مسيطرة على طريق الدفع أيضاً مقارنةً مع 54%.
رسوم الدفع معرضة للضغط في ظل انتشار الدفع الرقمي
وفي ظل انتشار طرق الدفع الإلكترونية والدفع الرقمي تتعرض رسوم الدفع للضغوط، وتوقع خبراء المدفوعات أن رسوم الدفع قد تشهد تراجعاً ملحوظاً في الخمس سنوات المقبلة، وتنبأ 37 في المئة أن نسبة التراجع في رسوم الدفع قد تصل إلى 10%، بينما توقع 13 في المئة أن تتراوح نسب التراجع بين 10 في المئة و20 في المئة، بينما توقع نسبة 17 في المئة أن يكون التراجع بنسبة تصل إلى أكثر من 20 في المئة.