أفادت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، بأن الجنيه الاسترليني فقد 1.5% من سعره مقابل الدولار الأمريكي اليوم الجمعة، وذلك عقب أخبار إقالة كواسي كوارتنغ وزير الخزانة في المملكة المتحدة، كما أوضحت الصحيفة البريطانية، أن قيمة 1 جنيه استرليني تساوي 1.12 دولار. وفي سياق متصل صرحت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بأنه تم إقالة وزير الخزانة كواسي كوارتنغ من منصبه، وذلك وسط تداول أخبار بأن ليز تراس رئيسة الحكومة البريطانية، سوف تعلن عن تعديلات جديدة داخل الموازنة المصغرة، والتي من المقرر أن يتم الإعلان عنها اليوم.
سياسات اقتصادية جديدة
كما أكد الاقتصاديون، إن الإجراءات التي اتخذتها حكومة ليز تراس، التي تولت السلطة في 6 سبتمبر، زادت الثقة في السوق العالمية بأن قادة البلاد يمكنهم اتباع سياسات اقتصادية جديدة وقوية، مما يؤثر على الجنيه الاسترليني وعائدات السندات البريطانية، فيما أقيل كواسي كوارتنغ من منصبه اليوم الجمعة، عقب وجود مشكلات متتالية، والتي كانت بدايتها تقديمه البرنامج الاقتصادي الجديد لمجلس الوزراء في نهاية سبتمبر المنصرم.
وتتضمن خطتهم تخفيضات ضريبية كبيرة من شأنها أن تهبط 45 مليار جنيه استرليني بما يعادل (51 مليار دولار بأسعار الصرف الحالية) بشكل سنوي من الميزانية، وهو ما يعادل 1.8% من الناتج المحلي الكلي فضلا عن إنفاق الحكومة 150 مليار جنيه استرليني أخرى (170 مليار دولار) لتجميد رسوم الكهرباء والغاز للمستهلكين لمدة 24شهر.
وكان رد فعل أسواق الأسهم والسندات في المملكة المتحدة البريطانية قاسيا للغاية لهذه الإجراءات، حيث انخفض الجنيه إلى أدنى مستوياته القياسية وعند نقطة ما يعادل الدولار تقريبًا، كما أُجبر بنك إنجلترا على التدخل السريع وحل المشكلة مما أدى لإنفاق 65 مليار جنيه استرليني أي ما يعادل (74 مليار دولار) لشراء السندات لدعم السوق، ويشك الخبراء الاقتصاديين في أن خطة خفض الضرائب التي وضعتها تراس ستخرج البلاد من الركود بسرعة وتحقق نموًا اقتصاديًا وتخفف من التضخم القياسي المرتفع، وفي الوقت ذاته سيزداد عبء ديون البلاد بالنظر إلى أن الشركات والمقيمين يواجهون بالفعل معدلات فائدة أعلى على القروض والرهون العقارية.