عزيزي القارئ، هل سألت نفسك عن نفسك؟!!!
الإجابة بالطبع أعرف نفسي بطريقة سطحية، لكن يمكن اكتشاف ذواتنا من خلال تمارين إبداعية، وسوف نتناول في السطور القادمة كيف تتعرف على نفسك بشكل أفضل من خلال إجابتك 27 سؤال.
فالكثيرين منا يعرف أشياء نميل إليها مثل الأطعمة والكتب وغيرها من الأشياء، ولكن قد لا نملك وعي ذاتي عميق بما يربط بين ماضينا وحاضرنا أو كيف نواجه عواطفنا ومشاعرنا، فإنه في بعض الأحيان نفقد السيطرة وتصبح حياتنا مرهقة جداً، وخصوصاً مع التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الراهنة، أو نفقد السيطرة على الأمور في لحظة ضعف ولا نستطيع المواجهة.
فما عليك الآن إلا استغلال الوقت والفرصة لاستكشاف من أنت من خلال التمارين النفسية.
س1: لماذا من المهم أن تتعرف على نفسك؟!
ج: يجب أن نعي ونحن نحاول الإجابة على كيف تتعرف على نفسك بشكل أفضل لماذا من المهم أن نتعرف على أنفسنا وبشكل أفضل أمرًا ضروريًا، وفيما يلي أهم سببين:
- ستجد أنفسنا أكثر حباً واستجابة وأكثر إقبالاً وتفاعل مع الحياة.
- يمكن أن نصنع الحياة التي نريدها.
س2: فكيف نحب الحياة وكيف نصنع الحياة التي نريدها؟!
ج: بأن تجد أنفسنا أكثر حباً واستجابة وأكثر إقبالاً وتفاعل مع الحياة:
هذا عندما تكتسب مهارة فهم أكثر عمقاً لأنفسنا، حينها يمكننا من الاستجابة والتفاعل مع متغيرات الحياة بدلًا من الرفض والتذمر من تلك المتغيرات، وحينها تتحول حياتنا لتأمل عميق في الأحداث والأمور والأحوال والمتغيرات، وهكذا يمنعنا ذلك من الغرق في عصبية وتوتر من المواقف والمشاعر الصعبة، مما يسمح لنا باتخاذ قرارات أكثر حكمة وأكثر دراسة.
فالفرق كبير بين الغارق في المشاعر السلبية وبين الإيجابي، فبمشاعرك السلبية يتم استهلاكك تمامًا بسبب الإجهاد، أما أن تكون إيجابي وتتأمل وتدرس المتغيرات وتمتلك القدرة على ملاحظة متى نشعر بالتوتر وكيف تتحكم فيه، وهكذا تصحح مساراتك لتكون أكثر توازناً، وألا تسمح للعواطف والعصبية التي لم يتم حلحلتها عن غير قصد بإملاء أفعالنا علينا.
فقد نهاجم أحباءنا، وندق إسفينًا في علاقتنا معهم، وفي بعض الأحيان قد نتشبث بالصحبة السامة فنتضرر، وقد نتجنب ونبتعد عن القيام بمشاريع مثيرة وجادة خوفًا من الفشل أو الفضيحة من عدم النجاح ونصنع حواجز بيننا وبين أهدافنا التي نتمنى.
هذا كله يمكن أن نتفاداه لو ساعدنا أنفسنا بأن نكتشفها لكي نفهم المشاعر الدفينة ولا نكون مجرد سيارة بالية تتنقل في الحياة تحمل أعباءً ليس لها أن تحملها.
س3: كيف تعلم المزيد عن نفسك؟!
ج: بأن تصنع الحياة التي تريدها:
تساعدنا معرفتنا بأنفسنا أيضًا على الإجابة عن سؤالنا كيف تتعرف على نفسك بشكل أفضل وعلى خلق حياة لنا أكثر إرضاءً وذات مغزى وهدف من الغوص فيها. لأنك حين تفهم ما ترغب بشكل حقيقي وتوائم قيمك، وتستغرق وقتًا لفهم عواطفك، حينها يمكنك اتخاذ الإجراءات التي تبني حياة أنت تعشقها.
وهناك العديد من الطرق المختلفة التي تمكنك من اكتشاف الذات والتي من خلالها يمكنك الغوص في داخل المشاعر العميقة الجذور لديك، ومن هذه الطرق منها:
- ادرس وتأمل ردود أفعالك.
- احتفظ بمفكرة خاصة بك اكتب بها أحلامك.
- اكتب يومياتك باستمرار.
- في يومياتك اكتب وتخيل يومك المثالي الذي كنت تتمنى أن تعيشه.
- ادرس إحباطاتك التي تواجهها.
والآن سوف نتعرف كيف نكتشف ذاتنا من خلال الخمس طرق بشكل أعمق:
س4: كيف تدرس وتتأمل ردود أفعالك؟!
ج: هذا يمكن حين يكون لديك أي دافع قوي يدفعك نحو شيء ما، بدلاً من الرد على الفور، يمكنك في هذه الحالة أن تتوقف لحظات وتطرح الأسئلة التالية على نفسك:
- ما الدوافع التي تملكتني وأشعر بها بالضبط؟
- عندما أنتبه إلى دوافعي تلك، ما هي المشاعر التي ألاحظها فيها؟
- ماذا حدث أو تم قوله قبل ردة فعلي مباشرة؟
- ما الذي أتذكره عن الماضي متشابه مع ما حدث قبل اندفاعي وكان مألوفًا من الماضي؟
- ما الذي أحتاجه وأود أسمعه عن نفسي من الآخرين؟
س5: لماذا احتفظ بمفكرة خاصة اكتب بها أحلامي؟!
ج: في العادة تكون أحلامنا أثناء النوم بمثابة ألغاز، أو بها غرائب، ولكن هذا هو الهدف منها الذي يجب أن نقصده ونرصده. فإن السماح بأن نعي ما لا نفهمه في هذا الحلم هو الوسيلة لاكتساب معرفة أعمق عن أنفسنا، حيث أن تلك الألغاز هي ما تحمل المشاعر الدفينة داخل أعماقنا، فأثناء النوم، قد تعمل عقولنا لترجمة المواقف الصعبة علينا والتي لا نتقبلها في الواقع.
وللاحتفاظ بمفكرة الأحلام تلك: فأنصحك أن تضع دفتر ملاحظات وقلمًا بمكان ملاصق للسرير، وقم بتدوين كل ما تتذكره بمجرد استيقاظك، وضع قائمة مختصرة بما حدث، وكيف شعرت بهذه النقاط، وما فكرت به أثناءها، وأي تفاصيل مهما كانت صغيرة أو لا معنى لها ربما كما يبدو لك في الوهلة الأولى.
ثم فكر في أي ارتباط أو ربط بين الحلم ومشاعرك، أو مع مواقف حالية، أو ماضية، أو أي نمط مشابه مع حياتك، أو موضوعات أو مواقف تظهر بمرور الوقت.
س6: لماذا اكتب يومياتي باستمرار؟!
ج: بشكل عام أكتب يومك في مذكراتك، فهي عملية دراسة لعقلك، ونقل ما هو تحت سطح وعينا الظاهر إلى النور، فالمذكرات اليومية تساعدنا أيضًا على فهم ما يسرده العقل والتعبير عن أفكارنا ومشاعرنا وعواطفنا ومعالجتها وإعادة دراستها بأمان وبدون إصدار أحكام سابقة.
وهناك العديد من الطرق للمذكرات اليومية، بما في ذلك استخدام نقاط محددة بشكل متكرر ويومي، أو عمل قوائم تلخيص، أو تدوين كل ما يتبادر إلى الذهن بشكل عشوائي في الوقت الحالي، والاختيار للطريقة الأفضل يعود لك ولقدراتك مثل:
- أنا أشعر الآن…
- أنا ليس قادر عن التوقف عن التفكير في…
- كنت أتمنى لو لم أضطر إلى…
- هذا اليوم كنت أعاني من…
- عندما أغمض عيني واسترجع يومي، يتبادر إلى ذهني على الفور…
كل ذلك يساهم في تعميق اكتشافك لذاتك أكثر.
س7: كيف ولماذا أتخيل يومي المثالي الذي كنت تتمنى أن أعيشه؟!
ج: لابد أن تأخذ وقتك في التفكير فيما هو يعتبر مفيد بالنسبة لك، ولماذا؟ فقد يكون يومك المثالي هو ماضي عشته أو مستقبل تريد أن تعيشه، فتخيل كل هذا الذي تريد أن تعيشه من الصباح إلى الليل حتى نومك، وتشرع في أن تسأل نفسك تلك الأسئلة:
- س8: كيف أريد أن أشعر عندما أستيقظ؟
- س9: ما هي الطقوس التي أريد أن أمارسها؟
- س10: من أريد أن أرى؟
- س11: ماذا أريد أن أشم وأتذوق؟
- س12: كيف أحب أن أقضي يومي؟
- س13: كيف أريد أن أشعر طوال اليوم؟
- س14: قبل النوم، ما هو الشعور الذي أريده وأنا أتأمل في يومي؟
- س 15: لماذا هذا اليوم الذي تمنيته مهم بالنسبة لي؟
- س16: لماذا لابد الكشف عن كل ما يسعدك في هذا اليوم الذي تمنيته؟!
أيضًا يمكن أيضاً إنشاء قائمتين:
القائمة الأولى:
س17: ما هم قائمة الأنشطة والأشخاص الذين يعطوك شحنات إيجابية ويجعلونك تشعر بأنك أفضل ما في نفسك.
القائمة الثانية:
س18: ما هي قائمة الأنشطة والأشخاص الذين يسلبوا منك طاقتك.
وتسأل نفسك:
س19: هل الإفراط والتمسك بإرضاء الناس يثقل عليك حياتك؟
فقد ترغب في رؤية هذه النصائح لإعادة تهيئة نفسك من جديد.
ثم انتظر بضعة أيام، بعد رحلتك في الإجابات السابقة ثم فكر فيها جيداً أو تحدث مع شخص تثق فيه، لمعرفة من أنت ولا تضع أحكام مسبقة.
واعلم من أن التأمل ليس بالأمر اليسير، إلا أن التأمل بانتظام، حتى لدقائق قليلة خلال اليوم يمكن أن يجعل الممارس للتأمل أمرًا سهل وطبيعيًا، ويساعدك على جني ثمار هذا التأمل.
إذا كنت مستجداً في ممارسة التأمل، فقد يكون من المفيد تجربة تدريبات على تطبيقات جاهزة، حيث تقدم تلك التطبيقات برامج تعاطف مع الذات وتساعدك على التركيز وتعرف على المزيد حول التأمل من خلال التأمل اليومي، فتأكد أنك سوف تكتشف نفسك من جديد.
س20: كيف أدرس إحباطاتي التي تواجهني ولماذا؟!
من الصعوبة اكتشاف ما يحبطنا بشكل واضح أو اكتشاف المشاعر السلبية نتيجة التغاضي عنا والتأقلم معها في بعض الأحيان، إلا أنها يمكن أن تبصرنا أنفسنا، فعندما تظهر أي مشاعر أو ظروف محبطة ومؤلمة قم على الفور بتدوين ما حدث والأفكار كلها التي ظهرت أمك واسأل نفسك ما يلي:
- س21: ما هذه اللحظة التي استولت عليا فيها مشاعر الإحباط؟
- س22: ما هي العادة أو النمط التي فعلته حين شعرت بالإحباط؟
- س23: هل سوف أسمح للخوف أو العار بتحديد ما أفعله تجاه هذا الإحباط؟
وعليك أن تمتن من نفسك لأنك واجهت هذا الموقف الصعب لتتعلم كيف تواجهه.
ماذا الآن؟
ج: لو أنك أجبت عن هذه الأسئلة السابقة فالآن يمكن أن تدير حياتك بطريقة أكثر مرونة في اتخاذ قراراتك، وأصبحت أكثر تعاطفًا مع نفسك وأكثر ثقةً في نفسك بأنها سوف تتخذ قرارات صحية في الوقت المناسب وبدون اندفاع وبناء حياة أكثر إرضاءً لنفسك، فمشاعرك الدفينة لم تعد تديرك أو تضيرك، بل أنت الذي تفعل وتنفذ ما تريد أن تفعل.
فكونك إنسانًا فبطبيعة الحال لديك عواطف وتجارب متناقضة ومتعارضة ومعقدة وأكثر قتامة وبجوارها أجداث سعيدة، ومع ذلك أفضل مغامرة هي أن تتعرف على نفسك بحيادية وبكل ما أخفيته داخلها.
والآن وقد تعرفنا في هذا المقال كيف تتعرف على نفسك بشكل أفضل، وكيف نبدأ في الوصول لعمق أنفسنا، فاعلم أن هذه هي البداية، فلك مطلق الحرية ومطلق الحق في أن تختار وتوجد لنفسك بدائل اختيار، فدائمًا ابحث عن المزيد من المعرفة عن ذاتك.