فيما يتعلق بإيران لدينا عام خاص مميز أمامنا، ذلك لأن مواجهة الشعب والمقاومة الإيرانية لحكومة الملالي دخلت مرحلتها النهائية، وباتت الانتفاضات الشعبية ضد حكومة إبراهيم رئيسي المعروف في أوساط الشعب الإيراني باسم “جلاد 88″، “واسعة” والأهم من ذلك أنها “مستمرة” وفي موازاة ذلك هناك المقاومة الإيرانية باعتبارها البديل الديمقراطي الوحيد في مواجهة حكومة إيران، وقد زادت من أنشطتها على نطاق أكثر إتساعا وأكثر واستمرارية، وقد ضيَّقتا هاتين الحلقتين على بقاء النظام الحاكم. فكما نشهد أن الديكتاتورية الحاكمة التي نراها قد سخرت من خلال خطوة غريبة أيضا (!) فلول الديكتاتورية السابقة!
حدثان مهمان متعلقان بإيران!
قام مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي السابق يوم الإثنين 16 مايو 2022 بزيارة ألبانيا وحضر وسط تجمع للمجاهدين والتقى بالسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وجاءت هذه المبادرة وهذا اللقاء من طرف جمهوري بارز ومؤثر، شغل منصب وزير الخارجية الأمريكية حتى يناير 2021، واختص لنفسه مكانا خاصا في المعادلات المتعلقة بإيران، وقال في إشارة له إلى أن “الحكومة الإيرانية في أضعف نقاط وجودها”، وقال مضيفا: “رغم كل القوة التي تمتلكها أميركا إلا أنه من الواجب عليها أن تمد يدها إلى المقاومة الإيرانية لمواجهة حكومة طهران”.
وبينما أكد السيد بومبيو على حقيقة قائلا ” إننا في واشنطن وفي كافة أنحاء العالم نحتاجكم كمجموعة ذات صوت سياسي حقيقي ” وقال: “لتصحيح السياسة تجاه إيران بغض النظر عمن هو في البيت الأبيض فإن من «الضروري» على الحكومة الأمريكية التواصل مع المقاومة الإيرانية، وهذا أحد أسباب وجودي في أشرف 3.
وأنا سأستعير أيضا هذه الجملة منه حيث قال: “يعرف الكثير منا في الغرب أنه يجب علينا أن نضع جانبا خداع النظام المتمحور حول الغرب، الخداع القائل بأن هناك شيئا يسمى بالإعتدال في داخل هذا النظام، ولا يمكن أن يستمر قمع الثورة إلى الأبد، فقوى المقاومة داخل إيران أقوى من أي وقت مضى”.
يبدو أن السيد بومبيو والتيار الذي يمثله يتمتعان بإطلاع كافٍ حول المشهد السياسي الإيراني الحالي وهم يعرفون جيدا ما يجب عليهم فعله وما هي الخطوة المهمة الواجب اتخاذها في هذا الاتجاه، ذلك لأن هذه الرحلة تشير إلى خط سياسي واستراتيجية جديدة وانعطاف كبير نحو الاتجاه الصحيح على المسار المستقبلي بمنطقة الشرق الأوسط.
انطلاقا من هذه السياسة والاستراتيجية وفي مرحلة أخرى من التطورات المتعلقة بإيران شهدنا زيارة مايك بنس نائب رئيس الولايات المتحدة السابق حتى يناير 2021 إلى ألبانيا وحضوره في المقر الرئيسي للمقاومة الإيرانية في ألبانيا و”أشرف 3″، وقال في لقائه بالسيدة مريم رجوي: “إنه لشرف عظيم أن أكون هنا في أشرف 3 في ألبانيا حيث تتألق شعلة ضياء الحرية الخالدة في إيران، لقد قطعت أكثر من 5 آلاف ميل من منزلي في ولاية إنديانا لأكون هنا اليوم؛ ذلك لأننا لدينا هدف مشترك، والشعب الأمريكي معكم ويدعم هدفكم في إقامة جمهورية تقوم على فصل الدين عن الدولة، ديمقراطية وغير نووية تستمد شرعيتها من إرادة الشعب”.
مايك بنس الذي من المحتمل أن يكون مرشحا للرئاسة عام 2024 وفي وسط حشد من المجاهدين قال: “إننا نقف بحزم إلى جانب شعب إيران، ويريد هذا النظام الحاكم خداع العالم على الدوام ليعتقدوا بإدعائه على أنه لا يوجد بديل له، ولكن البديل موجود، وهذا البديل منظم بشكل جيد وكفوء كامل الأهلية ويحظى بدعم شعبي وعلى رأسه مريم رجوي” وقال في خطابه أيضا: ” يريد نظام طهران خداع العالم بأن المتظاهرين في إيران يريدون عودة ديكتاتورية الشاه، لكنني أريد أن أضمن لكم بألا تنخدعوا بهم وتنطلي عليكم أكاذيبهم “.
وقال في جزء من خطابه: “للأسف كان ضعف دعم إدارتي أوباما وبايدن ورفضهما اتخاذ إجراءات عملية لدعم انتفاضة الشعب الإيراني جعل قادة النظام الإيراني المستبدين بالنهاية أكثر جرأة على قمع هذه الاحتجاجات، لكن الأمل الناهض من أجل إيران حرة لا ينطفىء أبدا، وقد أصبحت هذه الحقيقة بالنسبة لنا أكثر وضوحا الآن من أي وقت مضى، وها نحن من أشرف 3 اليوم تتضح لنا الصورة أكثر من أي وقت آخر ذلك لأنني أرى في عيون كل واحد منكم القدرة وأرى الثقة بالنفس في وجوهكم وأرى من خلالكم أن شعب إيران سيكون حرا يوما ما”.
وتابع السيد بنس حديثه قائلا: “أدعو إدارة بايدن إلى الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني والانسحاب من جميع المفاوضات النووية مع (نظام) طهران والإعلان عن دعم المعارضة الإيرانية المنظمة”، وإن عنف ووحشية النظام الإيراني دليل على حقيقة أن هذا النظام أضعف من أي وقت مضى، وأكبر علامة على الضعف المتزايد للنظام الإيراني هو تعيين إبراهيم رئيسي كرئيس للجمهورية (رئيسا للحكومة الإيرانية)، ولن تبقى جرائم رئيسي دون عقاب ويجب محاكمته على جرائمه ضد الإنسانية، ولا يمكن لأي نظام استبدادي أن يدوم إلى الأبد، فبداخل قلب كل إنسان هناك نار لا تنطفأ وتبقى مشتعلة من أجل التحرير”.
نجم التهدئة مع النظام يتجه إلى الزوال!
أدى هذين اللقائين التاريخيين الهامين والمتزامنين مع تنامي الانتفاضات الشعبية بمدن ومناطق مختلفة في إيران إلى زيادة اختلال توازن النظام بشكل كبير، وأعطيا رؤية واضحة لقضية الشرق الأوسط من خلال الشعب والمقاومة الإيرانية ذلك لأن “سياسة استرضاء الغرب” مع نظام ولاية الفقيه قد أوجدت عقبة خطيرة في طريق أي تغيير في إيران، ويمكن تسمية هذه اللقاءات بـ “بداية نهاية عهد التهدئة مع الحكومة إيران”.
وعلى الرغم من أن هذه اللقاءات تحتوي على رسائل مهمة تتعلق بالوضع في إيران إلا أنها تكتسب أهمية أكثر مع عشية إنعقاد التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية التي تحظى بأهمية بالغة، وسيبدأ هذا التجمع في 23 يوليو 2022 بالحضور الشخصي وعلى الأثير عبر الإنترنت وسيستمر لمدة يومين، وسيتم إستعراض آخر التطورات والأحداث المتعلقة بإيران في هذا التجمع بحضور مئات الشخصيات والبرلمانيين والوفود من مختلف البلدان من قارات العالم الخمس، وسيعقد بحضور السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية!
اتمنى.الفوز.واحقق.حلمي.وشكرالكم
الحلم يراودني منز زمن بعيد اتمني يتحقق المراد يارب ب150الف دولار