تمارين وضع وتخطيط وتنفيذ الأهداف (الجزء الأول)

كم مرة قمت بعمل قائمة من الأهداف التي تطمح لتحقيقها، لتشعر بعد ذلك أنك عدت للوراء ولم تحقق منها شيئًا يُذكر؟ بالتأكيد هذا حدث من قبل فكونك تضع الأهداف فهذا شي جيد، ولكن تحقيقها يمكن أن يكون أصعب بكثير.

في هذه السلسلة من المقالات، سوف نساعدك على استخدام بعض تمارين وضع الأهداف، وليس فقط على تحديد هدف يمكن تحقيقه، بل أيضًا المراحل والإجراءات التي سوف تحتاج إلى اتباعها للوصول إلى هدفك.

وسوف نستعرض في هذا الجزء كيف تعمل تمارين وضع وتحديد الأهداف، وما هي أدوات تحديد ووضع الأهداف سواء كانت شخصية أو رسمية (متعلقة بأهداف العمل) ومنها ما هي أدوات غير رقمية ورقمية مع توضيح أمثلة عنهما.

كيف تعمل تمارين وضع وتحديد الأهداف:

كتبت المؤلفة “آني ديلارد” في كتابها “The Writing Life” “إن الطريقة التي نقضي بها تفاصيل أيامنا هي الطريقة التي نقضي بها حياتنا” فوضع الأهداف مهم لأنها تخطط كيف نعيش أيامنا القادمة كما نرغب وبالتالي فهي في مجموعها تمثل حياتنا ككل.

فطموحاتنا هي أهدافنا، ويسمح لنا الهدف معرفة ما نسعى إليه في الحياة، سواء كان الهدف تحقيق درجة معينة من الكفاءة أو المهارة في مجهود رياضي أو فقدان الوزن أو سداد الديون، فنادرًا ما يظهر التغيير بسرعة، ولكن يظهر نتيجة التزامنا اليومي بتغيير رويتننا وأفعالنا من أجل إحداث التغيير الذي نرغب فيه مع مرور الوقت.

وعلى الرغم من أن تحديد الأهداف يمكن أن يتم على شكل أهداف قصيرة أو طويلة الأمد، إلا أنه في كل الأحوال وجد العلماء النفسيين أنه عندما يكون الهدف النهائي واضحًا وقابلًا للقياس، يكون وضع الهدف موضع التنفيذ أكثر نجاحًا ومنهم (لوك ولاثام، 1991؛ لاثام، وينتر، ولوك، 1994؛ لاثام ولوك، 2002).

وقد اكتشف لوك الذي وضع أُسسًا لاستراتيجيات تحديد الأهداف المعاصرة التي تستخدم على نطاق واسع اليوم وهي:

– أن الأشخاص يكونوا أكثر حماسة بالأهداف المحددة بوضوح.

– أن التحفيز ضروري لتحقيق أهدافنا وأننا أكثر نشاطًا عندما يكون لدينا بعض الشكوك حول قدرتنا على إكمال المهمة المطلوبة. نظرًا لأنه يمكننا تحسين قدراتنا واستخدام قدراتنا لحل المشكلات الخاصة بنا وتجربة شعور أكبر بالإنجاز الشخصي، فإن تحمل التحديات يحفز بشكل كبير.

ووفقًا لأبحاث لوك، تتطلب تمارين تحديد الأهداف عنصرين أساسيين لتكون فعالة:

  1. يجب أن تكون موجزة وقابلة للتنفيذ وقابلة للقياس مع مرور الوقت.
  2. أن تكون الأهداف محددة بوضوح.

ودرس أيضًا (ماينر، 2005) تحديد الأهداف في سياق السلوك التنظيمي وتقنيات القيادة الفعالة. حيث اقترح المبادئ الثلاثة التالية لكيفية التعامل مع تحديد الأهداف:

  1. تحفيز الأفراد على بذل مزيد من الجهد المطلوب لتحديد المهام.
  2. تحفيز الأفراد على تواصل الاستمرار الأنشطة والسلوكيات المطلوبة مع مرور الوقت.
  3. تحفيز الأفراد على استمرارهم في التركيز على أهدافهم التي يحاولون تحقيقها، بدلاً من تشتيتهم بسلوكيات غير ذات صلة.

وعلى الرغم من أن “لوك وماينر” كانا يركزان على تمارين وضع الأهداف في بيئة مهنية، إلا أن هذه الأفكار الأساسية يمكن تطبيقها أيضًا على وضع الأهداف الشخصية.

ما هي أدوات وضع الأهداف؟

من السهل معرفة الكثير عن وضع الأهداف، ولكن كيفية صيانة وتقويم الأهداف شيء آخر تمامًا، وهذا يحتاج وضع الأهداف وتتبعها والتركيز على أهدافك باستخدام أدوات وضع الأهداف.

ويمكن أن تكون هذه الأدوات شخصية، مثل: مذكرة يومية أو يوميات يدوية لتسجيل أهدافك وإنجازاتك اليومية البسيطة. أو استخدام تطبيقات العد التنازلي أو التذكير اليومي على هاتفك لتذكيرك بإكمال الأهداف عن طريق وضع ملاحظات وملصقات في منزلك أو مكتبك كتذكير لنفسك. أو إِخبار المقربين منك بأهدافك حتى يمكنهم تقديم الدعم لك، وتقنيات التصور مثل التأمل والإيجابية… الخ.

أو إذا كانت أهدافك تتعلق بالعمل الرسمي، فقد تكون مشفرة، مثل: الاجتماعات / المراجعات الدورية مع مديرك في العمل/ الانضمام إلى مجموعات (مثل برامج اللياقة البدنية أو مجموعات فقدان الوزن أو الأحداث الرياضية) / أو استخدام مدرب أو مُعلم يمكن أن يساعدك على الحفاظ على الدافع للبقاء على مسار هدفك / استخدام تطبيقات وبرامج وضع الأهداف (مثل Milestone Planner وGoalScape  goalOnTrack) للمساعدة في البقاء على مسار هدفك وتتبعه.

فتحديد أهدافك والمدة التي ترغب في الوصول إليها وما إذا كانت أهدافك أهداف فردية أم جماعية، سوف يحدد ذلك أي أداة هي الأفضل بالنسبة لك. وفيما يتعلق بأدوات تحديد الأهداف، فهناك خمسة أدوات يمكن استخدامها على سبيل المثال؛ ويمكن تقسيمها إلى أدوات غير رقمية وأدوات رقمية. ومن الممكن أن تستخدم مزيجًا من الوسائط الرقمية وغير الرقمية أو تجد أن وسيلة واحدة أكثر فائدة بالنسبة لك تبعًا لتفضيلاتك وأهدافك.

الأدوات غير الرقمية لتحديد الأهداف:

  1. الحفاظ على يوميات (مذكرة) تحديد الأهداف:

يُعد اليوميات مفيدة بشكل خاص لتحقيق الأهداف الشخصية، فتجعلك في حالة حماسة وتركيز وإيجابية حيال المسار الذي تسلكه من خلال تخصيص 10 دقائق يوميًا لفحص أهدافك وكتابتها (روبنسون، 2017)، ومن خلال يومياتك يمكنك تتبع تطورك، وأي عقبات تواجهك، وكيف تغلبت عليها. فإن اليوميات تمثل توضيحًا فيزيائيًا وبصريًا قويًا لمدى تقدمك بالفعل في تحقيق أهدافك.

  1. جرب تحديد الأهداف بالعكس:

إذا كنت تشعر ببعض الارتباك، فجرب تحديد الأهداف بالعكس. أي بتغيير وجهة نظرك واستراتيجيتك، لذلك إذا كان لديك هدف حاولت تحقيقه في الماضي ولم تنجح، فيمكن أن تكون هذه أداة لتغيير كيفية تنفيذه مثل البدء بالمراحل من النهاية للبداية.

  1. احصل على بعض المساعدة الاجتماعية:

وذلك من خلال مشاركة أهدافك مع الأشخاص الذين تحترمهم وتثق بهم، فإنهم سيتصرفون بطرق تساهم بنشاط في نجاحك وتعمل كمحفزات لك عندما يصبح هناك تراجع في دوافعك نحو الهدف.

أدوات تحديد الأهداف عبر الإنترنت

هل فكرت في كيفية استخدام هاتفك المحمول لمساعدتك في المهام الحياتية المهمة مثل تحقيق أهدافك؟ لا شك في أنك تستخدمه لجزء كبير من اليوم، ولكن لا تستفيد فيما بين يديك.

لحسن الحظ، فكر العديد من مطوري التطبيقات وقاموا بعمل برامج مفيدة في هذا المجال، وتتضمن معظم الهواتف مجموعة كبيرة من التطبيقات والميزات التي يمكن أن تساعدك في تحقيق أهدافك بنجاح. فيما يلي مثال على تطبيقات تركز على إنشاء الأهداف وتحقيقها:

  1. طريقة الحياة Way of Life: ويمكنك من خلاله إعداد أكبر عدد تريده من الأهداف اليومية ووضع علامة عليها عند نجاحك، وهو برنامج يتميز بتخطيط سهل الاستخدام للغاية ويسمح لك بتحديد تذكيرات لنفسك، وهو أداة لإنشاء أهداف بسيطة مثل “شرب المزيد من الماء” أو “تخصيص وقت للقراءة أكثر” أو “تجنب المشروبات السكرية”، لكنه بالتأكيد ليس الخيار الأفضل للأهداف الأكثر تعقيدًا.
  2. دليل لمراقبة الهدف Lift Worldwide: وهو تطبيق أكثر شمولاً. فلديك حق الوصول إلى مجموعة من الأشخاص الذين يشاركونك أهدافك ويعملون على تحقيقها. ويتيح لك التواصل مع الآخرين وإلهامهم. وإذا كنت بحاجة إلى مساعدة فردية يوفرها التطبيق لك، ويمكنك حتى الاستعانة بخبراء من خلال التطبيق، ويمكن إضافة ما يصل إلى ستة أفراد من المقربين لك بالتطبيق، وهي ميزة للعمل الجماعي على الأهداف.

وهناك العديد من التطبيقات أيضًا في هذا المجال كثيرة.

خاتمة:

وسوف نستعرض في الأجزاء القادمة تباعًا مجموعة متنوعة من تمارين تحديد الأهداف، مثل تمرين اليوم المثالي، وتمرين “بعد عام من الآن” وغيرها من التمارين العديدة، وإلى اللقاء بالجزء الثاني

أهم المصادر:

  • مينر (2005): السلوك التنظيمي: النظريات الأساسية للتحفيز والقيادة. أوكسون: روتليدج.
  • روبنسون (2017): “كيف يساعد التدوين في إدارة الاكتئاب”.
  • لوك، ولاثام (1991): “نظرية تحديد الأهداف وأداء المهام”، أكاديمية مراجعة الإدارة.
  • لاثام، وينترز، ولوك (1994): “الآثار المعرفية والتحفيزية للمشاركة”: دراسة وسيطة. مجلة السلوك التنظيمي، 15.
  • لوك، ولاثام (2002): “بناء نظرية مفيدة عمليا لتحديد الأهداف وتحفيز المهام”. عالم النفس الأمريكي، لوس أنجلوس، 57 (9).

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.