طالب الدكتور أحمد كامل حجازي رئيس اللجنة الوطنية لصون الطبيعة والموارد الطبيعية وأستاذ العلوم البيئية جامعة القاهرة بتنفيذ الوعود التي قطعتها الدول الكبرى على نفسها في جلاسجو بقمة المناخ كوب 26، وتعهدها بتوفير دعم ال 100 مليار دولار سنويا للدول النامية لمجابهة تغير المناخ، وأشار حجازي خلال محاضرته التي ألقاها ضمن سلسلة محاضرات دورة “صِحافة المناخ” التي تعقدها نِقابة الصحفيين بالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية، أنه يتحتم على مؤتمر المناخ القادم كوب 27 والمقرر عقدة بشرم الشيخ الخروج بتوصيات لها قوة تنفيذ دولية ملزمة لكل الأطراف من أجل التحول نحو التنمية الخضراء الخالية من الانبعاثات، وحتى يصبح اتفاق باريس حقيقة واقعية.
كما أكد على أهمية المطالبة بقرارات ملزمة لمساعدة الدول النامية في إطار لوائح تشريعية وقانونية يمكن اللجوء إليها قضائيا حال التنصل من الالتزامات المنصوصة، والمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي خلفها النشاط الصناعي للدول الكبرى، وإصلاح النظم البيئية المتدهورة.
و أشار حجازي إلى ضرورة تسهيل نقل التكنولوجيا وإدارة المعرفة ودعم ميزانية مناسبة للبحث العلمي والابتكار فيما يخص مجابهة التغيرات المناخية.
و قال حجازي مجابهة تحديات المناخ بالدول النامية تحتاج إلى 300 مليار دولار وليس ال 100 مليار التي لم تلتزم الدول الكبرى بسدادها، في حين أن تكلفة التعافي من فيروس كوفيد 19 بلغت 19 تريليون دولار.
الثلاثية
تحدث حجازي عن ثلاثية “تغير المناخ والتصحر والتنوع البيولوجي” فتغير المناخ يؤدي إلى التصحر وفقد التنوع البيولوجي والعكس، ففي المدّة من 1961-2013 تفقد الأراضي الجافة 1% من مساحتها كل عام نتيجة التصحر وفقد التنوع البيولوجي الناتج عن تغير المناخ وبالتالي ينعكس ذلك سلبا على صحة وأمن البيئة والإنسان.
و أشار خبير البيئة الدُّوَليّ إن هناك أكثر من 25 مشكلة بيئية عالمية في القرن يأتي في مقدمتها تغير المناخ وندرة المياه، التصحر وإزالة الغابات، تلوث المياه، فقد التنوع البيولوجي، تلوث الهواء، زحف المجتمعات الحضرية وغيرها.
الاحتباس الحراري
تحدث حجازي عن الاحتباس الحراري، وأشار إلى أنها ظاهرة طبيعية مهمة للحفاظ على درجة حرارة الأرض وبدونها ستكون الكرة الأرضية شديدة البرودة وأكثر خطورة من ارتفاع درجة الحرارة، ويعرف الاحتباس الحراري بأنه الزيادة البطيئة في متوسط درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض نتيجة زيادة كَمّيَّة الطاقة( الحرارة) التي تصل الأرض من الشمس وتحاصر الغلاف الجوي ولا ارتد إلى الفضاء الخارجي، وأضاف أن المشكلة الحالية تكمن في أن القليل جداً من أشعة الشمس يصل إلى الأرض ولكن هناك الكثير من هذه الأشعة يحاصر في الغلاف الجوي ولا يرتد إلى الفضاء الخارجي، مسببا ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل أسرع من أي وقت مضى، وذلك بفعل الأنشطة البشرية المتنوعة والكثيفة.
و تعد الأنشطة البشرية وما يصاحبها من غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون، أكسيد النيتروجين، الميثان والذي يعد تأثيره كمسبب للاحتباس الحراري يعادل 28-36 مرة تأثير غاز ثاني أكسيد الكربون، وتعد الزراعة هي ثاني أهم مصدر لغازات الاحتباس الحراري بسبب إنتاج الغذاء وتربية الحيوان وإنتاج الأعلاف وتقلص مساحة الغابات بفل الإزالة أو الحرائق، ومن المصادر أيضا انبعاثات البراكين والتيارات المائية في المحيطات والبحار التي تنقل كَمّيَّة كبيرة من الحرارة عبر الكرة الأرضية.
الكربون الأسود
و يعد الكربون الأسود ثاني مساهم في الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون، وهو جزيئات صغيرة من الكربون ناتجة عن الاحتراق ر الكامل للوقود الأحفوري والوقود الحيوي، وهي جسيمات صغيرة حجمها حوالي 10 ميكرو متر، وقطرها واحد على ثلاثين من شعرة الإنسان، ويمكنها أن تمر عبر جدران الرئة البشرية وتصل للدم، وهي جزيئات تضل معلقة في الهواء وتمتص حرارة الشمس بشكل أكثر فعالية بملايين المرات من ثاني أكسيد الكربون. وعندما تحمل الرياح جزيئات الكربون الأسود فوق الثلج والأنهار الجليدية أو قمم الجبال الجليدية تساهم بشكل كبير في ذوبان الجليد.