“من أوائل الفنانات في تاريخ السينما المصرية وإعتزلت الفن وهاجرت إلى كندا وعاشت هناك حتى ماتت”.. تعرف على الأسباب التى أدت إلى إعتزال بدرية رأفت الفن والرحيل إلى الخارج

ولدت الفنانة “بدرية رأفت” بمحافظة أسيوط في 26 من شهر دسيمبر لعام 1920، وإسمها الحقيقى جوزفين جورج سركيس، وقد أحبت الفنانة بدرية عالم المجد والشهرة حيث عملت بمجال المسرح والسينما منذ أن كانت طفلة صغيرة.

تعلمت الفنانة بدرية في أحد مدارس نوتردام وهى مدرسة موجودة بأسيوط حتى وقتنا هذا، وتربت وعاشت بنفس المكان، وعملت بالسينما حين كان عمرها 7 سنوات، وكان أول دور لها في السينما في فيلم “قبلة في الصحراء”، ونجحت الطفلة الصغيرة في تقديم دورها.

قامت بدرية رأفت بالزواج من بدر عبدالله إبراهيم الأعمى والمعروف بـ “بدر لاما”، وهو تشيلى الجنسية ومن أُصول فلسطينية، وقد أتى من تشيلى إلى مصر برفقة شقيقة المخرج “إبراهيم لاما” لكى يعمل في السينما المصرية، وكان بدر من أوائل الفنانين الذين عملوا بالسينما المصرية وساهم بشكل كبير في صناعتها، وهو أيضاً أول من أتى بمعدات سينمائية إلى السينما المصرية، بل والعالم العربى كله، وفى عام 1926 قام بتأسيس شركة الإنتاج السينمائية “كوندور فيلم” في الإسكندرية بمشاركة شقيقة إبراهيم، حيث قامت الشركة بإنتاج الكثير من الأفلام السينمائية.

وقام بدر بعمل الكثير من الأفلام السينمائة مع زوجته الفنانة بدرية، حتى أن إسم الشهرة هو من أتى به للفنانة، وبعد أن قدما الكثير من الأعمال معاً ساءت أحوال الفنانة وتوفى زوجها في سن الأربعين بسبب ذبحة صدرية أدت إلى وفاته في الحال.

قام المخرج إبراهيم لاما بالإستعانة بإبنه سمير في بطولة أفلامه عوضاً عن أخية الذى مات، وقامت الفنانة بدرية بإعتزال الفن في عام 1947، عقب حريق هائل في إستديو لاما الموجود في حدائق القبة في ذلك الوقت، والذى كان سبباً في حرق محتويات الأُستديو من معدات وأشرطة الأفلام وغيرها الكثير.

وبعد كل هذا قام المخرج إبراهيم لاما في 14 من شهر مايو بعام 1953 بقتل نفسه بمسدس كان قد إستخدمه سابقاً في قتل زوجته اليونانية، فور حدوث الكثير من الخلافات الزوجية بينهما سببها الغيرة، وفى نفس العام عاودت الفنانة إلى العمل بالسينما مرة ثانية، وقامت ببطولة فيلم “اللقاء الأخير” بجانب كلا من “عماد حمدى، زهرة العلا، محسن سرحان”، وقام بإخراج الفيلم سيد زيادة.

وكان أخر عمل للفنانة دورها في فيلم “اللقاء الأخير”، والذى لم يلاقى أى نجاح بين الجماهير، وعلى الفور قامت بدرية بإعتزال الفن نهائياً والرحيل إلى كندا مع بناتها، وقررت الإستقرار هناك وأن تُسخر الباقى من عمرها لبناتها وأحفادها.

قامت الفنانة بتقديم الكثير من الأعماال السينمائية في الفترة ما بين عام 1927 إلى عام 1953، حتى فارقت الحياه في عام 2009 بكندا، عن عمر يناهز 89 عاماً، والغريب في هذا الأمر أن الإعلام لم يبدى إهتمامه لخبر وفاة واحدة من أوائل وأهم الفنانين في تاريخ السينما المصرية.