يجمع فيلم “A Quiet Place” بين أنواع الرعب والدراما والخيال العلمي لتقديم تجربة سينمائية لا تُنسى من البداية إلى النهاية. على الرغم من أنه يصنف في الغالب على أنه فيلم رعب، إلا أنه يروي في جوهره قصة ميلودرامية عن الحب القوي في الروابط العائلية، مع موضوعات مؤثرة من القوة والتضحية.
قصة فيلم A Quiet Place
تدور أحداث فيلم “A Quiet Place” في المستقبل حيث يستولى على العالم مخلوقات فضائية لا ترى ولكنها حساسة جداً لأي صوت مهما كانت درجته. إنها تصطاد أي شيء يمكن أن يُخرج صوتاً. في هذا الوقت الذي يبدو فيه أن البشرية قد تم القضاء عليها من قبل تلك المخلوقات تكافح أسرة مكونة من أربعة أفراد من أجل البقاء في عالم هادئ.
مراجعة الفيلم
فيلم A Quiet Place أحد أفضل أفلام الرعب في السنوات الأخيرةعادةً في أفلام الرعب عندما تصبح الأمور هادئة جداً، فهذا يعني أن هناك رعباً سوف يحدث يجعل المشاهد يقفز من مكانه. لكن في هذا الفيلم فإن الصمت هو البطل. هنا يجلس المشاهد في حالة من التشويق المرعب، وهذا التأثير يستمر طوال الوقت.
أفكار غريبة
يناقش هذا الفيلم الرائع فكرة غريبة مفادها: هل من الممكن أن تعيش الحياة بأمان تام وحتى بشكل طبيعي في هذا الموقف؟ وهل بإمكانك بطريقة ما تدريب نفسك عقلياً للاستغناء عن الصوت؟ هل يمكنك استيعاب الخوف والبقاء صامتاً لتجنب الحيوانات المفترسة؟
هذه الأسرة فعلت ذلك وحاولوا التكيف مع وضعهم المرعب، لكن النقطة المهمة أن الصمت المستمر جعلهم يتوقون شوقاً إلى الحديث إلى الكلام كنوع من التعبير الإنساني. يريد أبطال الفيلم أن يصرخوا أو يبكوا أو يغضبوا، ولكن هذا معناه الانتحار.
في بساطته يبدو هذا الفيلم وكأنه فيلماً من العصر الكلاسيكي. حيث أنها قصة مثيرة لا تعتمد كثيراً على شكل هذه المخلوقات. يعالج المخرج كراسنسكي هذه المشكلة بذكاء إلى حد ما من خلال إبقاء شكل هذه المخلوقات مخفية لم تلمح إلا بشكل لا شعوري في البداية. لكن بعد ذلك دون إعطاء أي فكرة أوضح عن شكلها ننتقل إلى لقطة مقربة شديدة للغاية لأذن الوحش البشعة والمتموجة.
يغوص المشاهد مع هذا الفيلم في عالم شخصياته الرائعة مع لحظات من التشويق وتوتر الأعصاب، ويكتمل هذا التأثير من خلال الصورة والصوت.
الأداء والإخراج
تظهر الممثلة إميلي بلانت عمقاً وتفهماً لا يصدق في تصوير شخصيتها. حيث تظهر التحديات والحب في ديناميكية العلاقة بين الأم وأفراد الأسرة. إنها ترغب في رؤية أطفالها يعيشون حياة كاملة على الرغم من وضعهم الحالي. لذلك فإن حركات يدها أكثر انسيابية وشاعرية، في حين أن التعاطف والشوق الذي تشعر به لأطفالها ليعيشوا حياة كاملة واضح في عينيها وتعبيرات وجهها.
يستخدم الأب (جون كراسنسكي) إشارات قصيرة ومتعمدة. يمكن للمشاهد أن يرى في عينيه الشعور بالإلحاح والخوف. همه الوحيد في الحياة هو الحفاظ على سلامة أسرته.
من خلال إسكات الكلام اللفظي، يتم تكثيف الأصوات مثل حفيف حقل الذرة، وصرير ألواح الأرضية، وخطوات الأقدام بحيث يضطر الجمهور إلى الشعور بالرعب أثناء الجلوس أمام الشاشة.
يجب أن تتواصل الأسرة من خلال لغة الإشارة وتعبيرات الوجه، والتي تكشف عن سمات مميزة مع إبراز القدرات التمثيلية الرائعة للممثلين.
السيناريو
الفيلم هو مثال للقاعدة الذهبية لكتابة السيناريو التي تقول أظهر ولا تخبر. حيث يتم الكشف عن سمات الشخصية من خلال تعبيرات الوجه والخيارات التي تتخذها الشخصيات تحت الضغط.
في حين أن الفيلم يثير مخاوف واضحة من المخلوقات، فإن ديناميكية الأسرة تدفع أيضاً إلى الخوف من العجز عندما لا يستطع المرء حماية أسرته. في أحد الأسطر القليلة من الحوارات المنطوقة في لحظة من المشاعر الشديدة، تقول الأم: “من نحن إذا لم نتمكن من حمايتهم؟”
هذا الفيلم ملحمة عن العلاقات داخل الأسرة بما تشتمل عليه من قرارات وتضحيات مؤلمة يجب على الآباء القيام بها لحماية أطفالهم. في عالم يسوده الفوضى، كل ما يتعين على الأسرة التمسك به هو الحب الذي لديهم لبعضهم البعض. على الرغم من الواقع المحبط للبشرية، فإن وحدة الأسرة مصممة على العيش والنجاة معًا.
إن فيلم A Quiet Place أحد أفضل أفلام الرعب الدرامية التي توفر تجربة مشاهدة فريدة ومرعبة حقًا، لكنها مؤثرة للغاية وآسرة.