الأزهر الشريف يُؤكِّد: العُرف “كالشرط المُلزم”، وتغذية روح العداء بين الزوجين “جريمة أخلاقية“
حذَّر الأزهر الشريف من ”الخوض في أحكام الأسرة بغير علم” لأنَّ ذلك “يُشعل الفتن، ويُفسد الأسرة، ويعصف باستقرار المُجتمع“ كما أكَّد الأزهر أنَّ العلاقة الزوجية هي “علاقة سكن تكاملية، تقوم على المودة والمُسامحة، وحفظ حقوق الرجل والمرأة والطفل، وليست علاقة ندية أو استثمارية نفعية“.
تغذية روح العدائية في العلاقة الزوجية “جريمة أخلاقية“
وأوضح الأزهر الشريف في بيان نَشره عبر صفحاته الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي في تويتر وفيسبوك، أن ”تغذية روح المادية والعدائية في العلاقة الزوجية، هي “جريمة أخلاقية“ حسب وصف البيان.
كما أشاد الأزهر بدور المرأة في الأسرة مؤكِّداً أنَّ ”أُمومة المرأة وزوجيتها، ورعايتها بيتها، وتخريجها أجيالاً صالحة للمجتمع” هي “رسالة عظيمة، لا تضاهيها رسالة” وأنَّ ادعاء دونية هذه الأدوار هو “طرح كريه” كاشفاً أنَّ ذلك الطرح يهدف إلى “تخلي المرأة عن أهم أدوارها وتفكك أسرتها“.
الأزهر الشريف لا يليق بمكانة الزوجة أن تُعامل كالأجير
وذكَّر الأزهر بالأحكام الشرعية التي ترتقي بالمرأة مشيراً إلى أنَّه ”لا يليق بقدسية الزواج ومكانة الزوجة فيه أن تُعامل معاملة الأجير في أسرتها، بأن تُفرض لها أجرة محددة نظير أعمال رعاية أولادها وزوجها، وإنما على الزّوج واجب النفقة بالمعروف لها ولأولادهما“.
وشدد أنَّه ”للزوجين أن يتراضيا فيما بينهما على أدوار ومُهمَّات حياتهما وفق ما رأيا” أمَّا في حال الاختلاف “يُرد الأمر المتنازع فيه للشرع الشريف والأعراف المُستقرة التي لا تخالفه” منوهِّاً أنَّ الحقوق الزوجية “متشابكة ومُرتبة على بعضها“.
العُرف “كالشرط المُلزم” وهو “يُحقق السكن في الحياة الزوجية”
وبيَّن الأزهر أنَّ ”عمل الرجل خارج المنزل خدمة ظاهرة لزوجته وأهل بيته، حتى يوفر لهم النفقة، وأعمال المرأة المنزلية خدمة باطنة لزوجها وأبنائها” مشيراً إلى أنَّ هذا التقاسم والتوزيع في الأدوار “يُحقق السكن في الحياة الزوجية“.
الخوض في أحكام الأسرة بغير علم يُشْعِل الفتن، ويُفسد الأسرة، ويعصف باستقرار المُجتمع.#الفتوى_الإلكترونية | #لم_الشمل pic.twitter.com/TcWNzwK7XV
— الأزهر الشريف (@AlAzhar) September 5، 2022
وأوضح البيان قائلاً “جرى العرف بقيام المرأة على خدمة زوجها وأولادها، وهو كالشَّرط المُلزِم، وتطوع الرجل بمساعدة زوجته في أعمال المنزل سنة عن النبي، وإنفاق المرأة على بيتها من مالها الخاص يُعدّ من تعاونها مع زوجها وحسن عشرتها له”، رغم أنَّه “غير واجب عليها” حسب البيان.
وأكَّد الأزهر، إن ”إرضاع الأم أولادها واجب عليها حال بقاء الزوجية إن لم يضرها الإرضاع واستطاعَته، وهو عُرف مُلزم كالشرط“.
جدل بين الواجب والندية، والتراحم والسَكينة
وكانت الدكتورة شيرين غالب، نقيبة أطباء القاهرة، قد نصحت عدداً من الطالبات الخريجات أن تكون ”الأولوية للمنزل ولتربية الأولاد قبل المهنة“، مؤكِّدة على دور الزوجة في بناء الأسرة وتربية الأجيال، وهو ما أثار حفيظة بعض الأصوات التي تدعم الحركات النسوية الغربية حيث طالبت الدكتورة هبة قطب، استشارية العلاقات الأسرية، بضرورة مشاركة الرجال لزوجاتهم في دخول المطبخ والطهي، مُدعية أنَّه ”لا يوجد سند شرعي أو قانوني يُجبر المرأة على الالتزام بالطهي لزوجها دون مشاركة أو تبادل للأدوار“. ما اعتبره آخرون تناسياً للعُرف المتوافق مع الأحكام الشرعية وتجاهلاً لكون ما وصفته الدكتورة بـ”تبادل الأدوار” هو حاصل بالفعل من خلال عمل الرجل وسعيه الدائم لجلب الرزق والنفقة على الأسرة والأطفال.