تعتبر المخدرات من أخطر الأسلحة التي تواجه أي دولة، لدرجة أن استغلالها من قبل الدول المعادية أقوى من الأسلحة المادية وأكثر فاعلية من الحروب المباشرة، فهذه الظاهرة لا تؤثر فقط على الأمن العام للدولة، بل تقضي على الشباب الذين هم مستقبل أي دولة، لذلك أجرى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، استقصاءً لآراء المواطنين للوقوف على رؤيتهم حول مدى كفاية الحملات التوعوية حول مخاطر الإدمان، ومعرفتهم بالخط الساخن لعلاج الإدمان، ومدى انتشار مراكز علاج الإدمان في أماكن إقامتهم، وجاءت النتائج على النحو التالي:
نظرة المواطنين نحو مدى كفاية حملات التوعية بمخاطر الإدمان
كثفت الحكومة المصرية جهودها للحد من تفشي ظاهرة تعاطي المواد المخدرة في البلاد خلال السنوات الأخيرة، إما عن طريق تكثيف حملات التفتيش والكشف على العاملين في الجهاز الإداري للدولة بشكل مفاجئ أو السائقين في الشوارع، أو عن طريق الحملات الإعلانية في جميع وسائل الاعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية، بالاعتماد على المشاهير والرموز والرياضة، وعندما سئل المواطنون في العينة عن مدى كفاية هذه الحملات من وجهة نظرهم تبين أن 45.6٪ يعتقدون أنها كافية، بينما أفاد 38.9٪ منهم بأن الحملات التي نفذتها الدولة للتوعية بمخاطر الإدمان لم تكن كافية بالنسبة لهم.
واستمرارًا لجهود الجهات المعنية للحد من ظاهرة إدمان المخدرات، أعلن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، عن طرح خدمة الخط الساخن على الرقم “16023”، وذلك للرد على أسئلة المواطنين على مدار 24 ساعة ولمدة 7 أيام في الأسبوع، ويقدم هذا الخط العديد من البرامج العلاجية من تأهيل وكذلك العلاج الطبي أو خدمات الدعم النفسي، وبرامج الوقاية من الانتكاس، وأظهرت النتائج أن ما يزيد عن نصف المواطنين في العينة (52.5٪) كانوا على دراية بالخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، بينما 46.3٪ لم يعلموا به.
توافر مراكز المساعدة والعلاج من الإدمان في مختلف المناطق
قامت الحكومة المصرية، باتخاذ العديد من الإجراءات لمكافحة ظاهرة الإدمان، وكان أولها إنشاء عدد كبير من مراكز علاج الإدمان في مختلف محافظات الجمهورية، ودعمها للمراكز التي تم إنشاؤها بالجهود الذاتية، وعند سؤال المواطنين في العيّنة عن توافر هذه المراكز في أماكن إقامتهم، أقر 49.7% من العينة بوجودها بالفعل في محافظتهم.
وفي المقابل أفاد ما يقارب الربع (23.9٪) من المواطنين في العينة بعدم وجود مراكز مساعدة وعلاج من الإدمان في محافظاتهم، وعند فحص الخصائص الديموغرافية لمن ذكر ذلك، كان معظمهم من الوجه البحري والوجه القبلي والمناطق الريفية.