مع اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة العريش 1967 القبض على إبراهيم شاهين موظف مصري وخلال التحقيق معه من جنود الاحتلال اكتشفوا امكانية تجنيده والاستقادة منه وعلى الفور حدث ذلك ليبدأ هو وزوجته انشراح سريعا استيعاب طرق التجسسس الحديثة.
ومع تهجير الأهالي من العريش سافر أبرهيم إلى القاهرة وبدأ يشيع عن نفسه أنه يرفض الذهاب إلى العريش والمدينة محتلة من جانب الإسرائيليين لينشط هو وزوجته وابنائه في عمليات التجسس.
أقامت زوجته انشراح حفلات تضم ابناء الضباط واقرابهم حتى استطاعت الحصول على معلومة تفيد بأن الفريق أركان حرب الجيش المصري عبد المنعم رياض سيذهب إلى الجبهة ووصلت المعلومة لإسرائيل والتي بدورها دبرت عملية اعتياله ليستشهد رجل مصر البار وهو على الجبهة.
تعقب رجال المخابرات عائلة إبراهيم شاهين جيدا.. اكشتفوا أنهم يسافرون بانتظام إلى أوروبا وتحديدا اليونان وإيطاليا حتى اكتشفوا أمرهم.
لجأت إسرائيل إلى منح شاهيم جهاز إرسال خاص وهنا قرر رجال المخابرات التريث في القبض عليه لحين الحصول على الصيد الثمين حيث جرى إطلاع الرئيس الراحل محمد أنور السادات على الموقف كاملا.
وفي النهاية ألقى رجال النيابة العسكرية والمخابرات القيض على شاهين وزوجته إنشراح والأولاد ليدفعوا بذلك ثمن خيانتهم ويفتضح امرهم.
عملت انشراح وهي داخل السجن أن هناك حكما بالإعدام صدر بحقها بينما تقدمت هي بالتماس وظلت لمدة 17 شهرا تنتظر النتيجة وخلال تلك الفترة طلبت رؤية عائلتها قبل التنفيذ.. وفي صباح أحد الأيام فوجئت بالسجانة تخبرها بأن طلب مشاهدة أولادها قد جرى قبوله في إشارة ضمنية إلى رفض الالتماس.
وعقب رؤية ابنائها وسط حالة من البكاء أخبرتها السجانة أن المأمور يريد رؤيتها.. ليخبرها أن التماسها قد جرى الموافقة عليه.
خرجت إنشراح ولكن الصحف الإسرائيلية كشفت أنها سافرت إلى إسرائيل هي وابنائها حيث غيرت اسمها من انشراح إلى دينا بن ديفيد” فيما حصل أولادها على الجنسية الإسرائيلية واعتنقوا الديانة اليهودية محمد أصبح اسمه حاييم ونبيل أصبح يوسي وعادل تحول إلى رافي فيما عملت انشراح عاملة نظافة لدورة مياه في حيفا.
وجرى إنتاج عمل فني يوثق تلك الواقعة تحت اسم “السقوط في بئر سبع” ولكن مع بعض التغييرات الدرامية فيما ظهرت الجاسوسة مع الفنان سمير صبري في برنامج “النادي الدولي” لتسرد له الكثير من التفاصيل عن حياتها وقصة سقوطها.