قضية هزت قلوب الملايين في مصر والعالم العربي، بعدما أقدمت سيدة على ذبح أطفالها الثلاث ثم حاولت التخلص من حياتها ملقية بنفسها أسفل جرار زراعي، في إحدى القري التابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية.
تلك القضية التي خلقت حالة أشبه بمزيج من مشاعر الخوف والتعجب في نفوس الناس، وأصبحوا يرددون سؤالا وحيدا، ما السبب الذي دفع تلك الأم على ارتكاب هذه الجريمة البشعة بحق نفسها أولا وبحق أطفالها الضحايا ؟.
«كواليس الحادث»
تم العثور على جثامين 3 أطفال مذبوحين في الدقهلية، تلاها بدقائق محاولة انتحار والدتهم بإلقاء نفسها أمام جرار زراعي في قرية تمامة بمركز منية النصر، وبالفعل تعرضت لإصابات خطيرة لكنها مازالت على قيد الحياة تتلقى الرعاية الطبية في إحدى المستشفيات.
«رسالة الأم»
بانتقال الأجهزة الامنية الى محل العثور العثور على جثامين الأطفال الثلاث، تم العثور على رسالة تركتها الأم مرتكبة الجريمة بحق أطفالها، إلى زوجها الذي يعمل بالسعودية تؤكد فيها ارتكابها الواقعة، وتوضح تفاصيل كثيرة تحمل مفاجآت.
«نص رسالة الأم»
قالت الرسالة: «أنا وديت ولادك الجنة يا محمد، إنت كمان هتروح معاهم الجنة علشان مقصرتش معانا في حاجة، أنا اللى قصرت معاهم وخصوصا أحمد، فكان لازم أوديه الجنة، لأن ذنبه في رقبتي، لا علمته الكلام ولا التعليم، وإخواته معاه في الجنة، اصبر واحتسبهم عند الله، ويا بختك بالجنة، أما أنا فادعيلي علشان كنت بتعذب في الدنيا ومش قادرة أعيش، سامحني.. ربنا يكرمك باللي تستاهلك.. ويعوض عليك بولاد أحسن».
خاصة بعد قرار النيابة العامة التصريح بدفن جثث الأطفال والاستماع إلى أقوال الأم التي عانت «اكتئاب ما بعد الولادة»، ورسالة والد الأطفال الثلاثة إلى الأهالي في الدقهلية عبر مكبرات الأصوات ومطالبته لهم بالدعاء لزوجته بالرحمة لترك هذه الجريمة في الذاكرة 3 ضحايا أطفالا والأم تعاني من الاكتئاب ما بعد الولادة وفقا لبيان النيابة.
«اكتئاب مابعد الولادة»
باشرت النيابة العامة التحقيقات في واقعة متهمة سيدةٌ فيها بقتل أطفالها الثلاثة، وشروعها في الانتحار عقب ارتكابها الواقعة، حيث توصلت التحقيقات حتى تاريخه إلى إقرارها بارتكاب الجريمة على إثر إصابتها بحالة من الاكتئاب دفعتها لارتكابها.
«بلاغ»
تلقت النيابة العامة إخطارًا صباح أمس الموافق الثلاثين من شهر مايو الجاري بدخول سيدة مجهولة الهُويّة إلى المستشفى مصابة بجروح وتمزقات بالأوعية الدموية وغائبة عن الوعي لتعرضها لحادث سير، ثم تلقت النيابة العامة إخطارًا آخرَ بعد فحص الشرطة آلات المراقبة بمحيط الواقعة يفيد باصطدام المجني عليها بجرَّار زراعيّ، وأن قائد الجرار قرَّر إلقاءَ السيدة نفسَها أسفله حال سيرِه، ما أدّى لحدوث إصابتها، وبالتزامن مع ذلك رصدت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام منشورات وأخبارًا حول الواقعة مفادها انتحار السيدة بعد قتلها أطفالها الثلاثة، وعلى ذلك باشرت النيابة العامة التحقيقات.
وانتقلت إلى المستشفى والتقطت صورًا للسيدة المصابة لاتخاذ إجراءات تحديد هُويتها لحين إفاقتها، وكذا انتقلت إلى مسرح الحادث لمعاينته فعثرت على إحدى آلات المراقبة المطلّة على الموقع، التي سجلت لحظة إلقاء السيدة بنفسها أسفل الجرار حال سيره في الطريق، فسقطت وحدثت إصابتها، وسألت النيابة العامة ثلاثة شهود على الواقعة أكدوا إلقاءَ السيدة بنفسها أسفل الجرار، وأن قائده حاول تفاديها، وتوقف مباشرة عقب وقوع الحادث.
وخلال اتخاذ النيابة العامة تلك الإجراءات تلقت إخطارًا آخر من الشرطة بالتوصل لتحديد هوية المصابة ومحل إقامتها، وأنه عُثر بمسكنها على جثامين ثلاثة أطفال أشقاء مصابين جميعًا بإصاباتٍ ذَبحيَّةٍ بالرقبة، فانتقلت النيابة العامة لمعاينة المسكن فعثرت على آثار دماء بأنحاء متفرقة به، وكذلك عثرت على ورقةٍ مُدوَّن عليها بخط اليد عبارات تُفيد أن مَن كتبها قد أقرَّ ضمنًا بقتل الأطفال الثلاثة، كما عثرت النيابة العامة على هاتف محمول ومضبوطات أخرى أمرت بالتحفظ عليها، وكذا ناظرت جثامين الأطفال الثلاثة وما بها من إصابات، وعثرت جوارها على سكين ملطخ بالدماء أمرت بالتحفظ عليه وفحصه.
وعلى ذلك تتبعت النيابة العامة خط السير المحتمل للسيدة من محلّ سكنها وصولًا لموقع الحادث لمعاينته وفحص آلات المراقبة به، وسألت النيابة العامة جدة الأطفال الثلاثة التي اتهمت زوجة ابنها «السيدة المصابة» بقتل أبنائها، وسألت النيابة العامة شهودًا من الجيران منهم أحد أقارب زوج المصابة، الذين شهدوا بسماعهم صراخَ استغاثة من مسكن جدة الأطفال الثلاثة، وباستطلاعهم الأمر أخبرتهم الجدةُ بعثورها على جثامين الأطفال الثلاثة ملقاة بمسكن ابنها وبها جروح ذَبحية، مؤكدين اتهامهم السيدة المصابة بقتل أبنائها.
استجواب النيابة العامة للمتهمة
وفي أعقاب إخطار النيابة العامة بإفاقة المصابة، وإمكانية إجابتها كتابةً على ما يُوجّه إليها من أسئلة، انتقلت النيابة العامة إليها لسؤالها حيث أقرّت كتابةً في ورقاتٍ دَوّنتها بارتكابها واقعة قتل أبنائها الثلاثة، موضحة أنها بالرغم من استقرار معيشتها وتمتعها بحياة جيدة، انتابها اكتئاب شديد عقب ولادتها طفلها الأخير، ما دفعها للتفكير في إزهاق روحها وأرواحهم، ولذلك تحينت فرصة انفردت خلالها بالأطفال الثلاثة واستلت سكينًا قتلتهم به ذبحًا، وحاولت إزهاق روحها به بعد ذلك فلم تفلح، فسارت بالطريق العام حتى رأت الجرار الزراعيّ فألقت بنفسها أسفله.
وعلى هذا أمرت النيابة العامة بعرض المتهمة لاستجوابها فورَ تماثلها للشفاء، وجارٍ استكمال التحقيقات.