وزيرة الخارجية الألمانية تثير الجدل: لا اعتراض على استهداف المدنيين الفلسطينيين لضمان أمن إسرائيل
أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي صرحت بها يوم أمس، والتي أكدت فيها أن حكومتها لا تخجل من استهداف المدنيين والمستشفيات في غزة، طالما يوفر هذا الأمر الأمن لإسرائيل، مؤكدة أن هذا يعتبر جزء من التزاماتنا.
تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية كانت واضحة وكانت تؤكد دعم ألمانيا الكامل لإسرائيل، ولكن قتل المدنيين وتدمير المستشفيات والمدارس والمنشآت التي لا تشكل خطراً على إسرائيل يعتبر أمراً منافياً للمنطق تماماً، والجدير بالذكر أن ألمانيا كنت من أول الدول التي أدانت أحداث السابع من أكتوبر.
تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية
تعتقد وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك أن إسرائيل لديها كامل الحق في الدفاع عن نفسها، وأنه لا يوجد أي ضرر أو مشكلة في قتل المدنيين بقصف المناطق التي يعيشون فيها، إذا كان هناك إرهابيون يسيئون استخدام تلك المناطق السكنية، في إشارة في تصريحاتها إلى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وجهت وزيرة الخارجية الألمانية تصريحاتها إلى برلمان بلادها بمناسبة الذكرى الأولى للهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي، وقالت في تصريحاتها أن “حق الدفاع عن النفس لا يعني مهاجمة الإرهابيين بل تدميرهم”.
أضافت وزيرة الخارجية الألمانية “عندما يختبئ عناصر حماس بين الناس وخلف المدارس، فإن الأماكن المدنية تفقد وضع الحماية لأن الإرهابيين ينتهكون تلك الأماكن”.
تابعت بيربوك قائلة: “أوضحت في الأمم المتحدة من قبل أن المواقع المدنية قد تخسر وضع الحماية بسبب السماح للإرهابيين باستخدام هذه المواقع والاستفادة من هذه المواقع، وكذلك استخدام المدنيين كدرع بشري لهم”.
الدعم الألماني لإسرائيل
أضافت وزيرة الخارجية الألمانية في تصريحاتها أن أمن إسرائيل يعتبر جزء من مصلحة برلين، وذلك بصرف النظر عمن يتولى السلطة في ألمانيا، مشيرة إلى أن أمن إسرائيل لا يعتبر مسألة حزبية، بل هو واجب على كل من يتولى السلطة في ألمانيا.
في الوقت نفسه قالت بيربوك أنها تبذل كل ما في وسعها من أجل ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأكدت أيضا أن إسرائيل لا يمكنها ان تنعم بالسلام الدائم إذا لم يكن ذلك متاحاً لجيرانها الفلسطينيين.
رد حماس على التصريحات الألمانية
أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس تصريحات وزيرة الخارجية بأشد العبارات وقالت أن هذه التصريحات وقحة ويعتبر انتهاكاً واضحاً لاتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية، كما أن هذه التصريحات تعتبر اعترافاَ واضحاً وصريحاً بالمشاركة الألمانية في دعم الاحتلال في عدوانه المتواصل.
أضاف حركة حماس في تصريحات رسمية أن ألمانيا تعتبر داعمة رئيسية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وأن هذه التصريحات تعتبر غطاء لجيش الاحتلال الصهيوني من أجل ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بما في ذلك المدنيين العزل من الأطفال والنساء والمسنين والمرضى.
قالت حماس رداً على هذه التصريحات الألمانية التي تحرض على القتل وارتكاب الجرائم في حق الشعب الفلسطيني: “نعبر عن بالغ استهجاننا لهذه التصريحات التي تكشف عن عقلية صهيونازية متجردة من كل القيم والمبادئ الإنسانية، وهذه التصريحات تفضح حقيقة الموقف الألماني الدعم والمشارك في جرائم التجويع والتعطيش والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لذلك تتحمل الحكومة الألمانية المسؤولية الكاملة عن العواقب الوخيمة والخطيرة التي يمكن أن تأتي مرافقة لهذه التصريحات، خاصة أن هذه التصريحات لها تداعيات خطيرة سياسية وقانونية وأخلاقية وإنسانية”.
الموقف الدولي تجاه التصريحات الألمانية
هذا وقد تحركت محكمة العدل الدولية على الفور عقب هذه التصريحات من أجل اتخاذ موقف واضح ضد وزيرة الخارجية الألمانية، حيث أكدت محكمة العدل الدولة أن تصريحات الوزيرة الألمانية دليلاً إضافياً على مشاركة حكومتها في حرب الإبادة الجماعية.
قالت محكمة العدل الدولية في تصريح رسمي: “نطالب وزيرة الخارجية الألمانية بالتراجع عن رفضها الدعوى التي رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا، بتهمة انتهاك اتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية، وتزويد الاحتلال الصهيوني بأسلحة تستخدمها في عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
تسعى محكمة العدل الدولية أيضا إلى التحرك الفور في اتخاذ إجراءات طارئة من أجل إجبار ألمانيا على وقف تصدير الأسلحة إلى الاحتلال الصهيوني.