تصاعدت الخلافات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العلن، فقد هاجمت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك، سلوك الولايات المتحدة واتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار الوشيك.
وقد أعربت عن قلقها الشديد من تصرفات واشنطن، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعمل على وقف الحرب بدلاً من دعم إسرائيل، وأكدت ذلك بصراحة ووضوح.
وعندما سئلت عما إذا كانت تعتبر الولايات المتحدة صديقة لإسرائيل، فقد أكدت ستروك بأن الولايات المتحدة لا تلتزم بالتزامات الصداقة التي يجب أن تتمتع بها دولة صديقة، وأشارت إلى أن إسرائيل يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها.
وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك
وتأتي تصريحات ستروك في سياق تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل خلال الفترة الأخيرة.
وقبل أيام فقد أثارت وزيرة المستوطنات والمشاريع الوطنية أوريت ستروك انتقادات حادة يوم الأربعاء وذلك بعد أن رفضت ما قالت إنها صفقة رهائن “سيئة” يتم التفاوض عليها حاليا في مصر، مضيفة أن الاتفاق عليها سيكون بمثابة خيانة للجنود الإسرائيليين وأهداف إسرائيل الحربية.
وقد صرحت الوزيرة اليمينية المتطرف لإذاعة الجيش بأن هناك “جنودًا تركوا كل شيء وراءهم وخرجوا للقتال من أجل أهداف حددتها الحكومة، ونحن نقوم بإلقاء ذلك في سلة المهملات لإنقاذ 22 شخصا أو 33 أو لا أعرف كم عددهم، مثل هذه الحكومة ليس لها الحق في الوجود”.
وفي إدانة لستروك فقد قال زعيم المعارضة يائير لبيد في تغريدة بأن “حكومة تضم 22 أو 33 عضوا متطرفا في الإئتلاف ليس لها الحق في الوجود”، في حين اتهم الوزير حيلي تروبر من حزب “الوحدة الوطنية”، الشريك مع ستروك في الإئتلاف الحاكم، الوزيرة بانعدام الحساسية تجاه الرهائن.
ومن بين القضايا التي أثارت الجدل هو تمسك نتنياهو بإجتياح مدينة رفح التي تستضيف آلاف النازحين، فضلاً عن رفضه لخطط أميركية لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، كما رفض نتنياهو إدخال المساعدات الإنسانية بينما يواجه الفلسطينيون تهديد المجاعة.
وزيرة الاستيطان الإسرائيلية
وقد أثر ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين على شعبية بايدن في صفوف الديمقراطيين، حيث أظهرت استطلاعات الرأي انخفاضاً في مستوى تأييد الشباب الديمقراطي له، بسبب فشله في وقف الحرب التي استمرت لستة أشهر حتى الآن.
ومع ذلك فإن الرئيس الأميركي بايدن لا يزال يعتبر دعم إسرائيل أمراً لا جدال فيه، وفي رده على سؤال صحفي حول إمكانية وقف الدعم العسكري لإسرائيل، فقد رد بايدن بشكل ساخر قائلاً: “هل تسألني هذا السؤال بجدية؟”، مؤكداً بذلك دعمه المستمر لحليفه الاستراتيجي والتاريخي، إسرائيل.