شهدت المناظرة الرئاسية التي جمعت بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونائب الرئيس كامالا هاريس، التي بثتها شبكة ABC من فيلادلفيا، أجواء مشحونة بالتصريحات الحادة والمواقف المتناقضة، وتأتي هذه المناظرة في وقت حساس، حيث أظهرت استطلاعات الرأي تقاربًا بين المرشحين قبل ثمانية أسابيع من الانتخابات.
وصف الرئيس السابق دونالد ترامب نائب الرئيس كامالا هاريس بأنها “ماركسية”، مشيرًا إلى ارتباطها بوالدها، الأستاذ الجامعي المتقاعد في مجال الاقتصاد من جامعة ستانفورد، وقال ترامب: “إذا تم انتخابها، ستغير كل شيء، وستكون نهاية بلادنا، وإنها ماركسية والجميع يعرف ذلك، ووالدها أستاذ ماركسي وقد علمها جيدًا”.
في المقابل، نفت هاريس هذه الاتهامات، واتهمت ترامب بالتسبب في أزمات كبرى خلال فترة رئاسته، بما في ذلك “أسوأ أزمة بطالة منذ الكساد الكبير”، و”أسوأ هجوم على الديمقراطية الأمريكية منذ الحرب الأهلية”، و”أسوأ جائحة صحية منذ قرن”، كما أشارت إلى أن إدارته تركت البلاد في فوضى، وقالت: “كان علينا تنظيف الفوضى التي خلفها ترامب”.
خلال المناظرة، تبادلت هاريس وترامب الاتهامات حول الاقتصاد، حيث أكدت هاريس أن خطتها الاقتصادية ستنمو الاقتصاد الأمريكي، بينما سيؤدي استمرار سياسات ترامب إلى انكماش اقتصادي، واستشهدت بمذكرة من “غولدمان ساكس” تؤكد أن سياسات ترامب الاقتصادية، خصوصًا فيما يتعلق بالتجارة، قد تتسبب في انكماش طفيف في الاقتصاد الأمريكي بحلول عام 2025.
وفي سياق آخر، اشتبك المرشحان حول قضايا حقوق الإنجاب. انتقدت هاريس ما وصفته بـ”حظر ترامب للإجهاض”، مؤكدة أن الحكومة لا يجب أن تتدخل في قرارات النساء بشأن أجسادهن. في المقابل، دافع ترامب عن دعمه لحظر الإجهاض لمدة ستة أسابيع والذي سيعرض للتصويت في ولاية فلوريدا.
كما اتهم ترامب هاريس بكراهية إسرائيل والعرب، محذرًا من أن “إسرائيل لن تكون موجودة خلال سنتين إذا فازت هاريس”، وردت هاريس على هذه الاتهامات، مشيرة إلى أن ترامب ضعيف في مجال الأمن القومي ويميل إلى الديكتاتوريين، في حين أعربت عن ضرورة إنهاء الحرب في غزة ودعم حل الدولتين لإعادة بناء المنطقة.
في ختام المناظرة، ركزت هاريس على الوحدة الأمريكية قائلة: “لن نعود إلى الوراء، وأنا أؤمن بما يمكننا تحقيقه معًا”، أما ترامب، فحذر من مخاطر الحروب العالمية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تحت إدارة الديمقراطيين تسير نحو حرب عالمية ثالثة ستكون نووية، ما لم تتخذ إجراءات حاسمة للحفاظ على الأمن القومي.