نشرت قناة تلفزيونية عراقية وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يزعم أنه يصور الأكاديمية الإسرائيلية الروسية المختطفة إليزابيث تسوركوف والتي تم اختطافها في العراق في مارس الماضي، ،إذا تبين صحة هذا الفيديو سيكون هذا هو أول ظهور لتسوركوف منذ اختطافها قبل أكثر من سبعة أشهر.
ويظهر الفيديو تسوركوف وهي جالسة في غرفة وتتحدث إلى الكاميرا باللغة العبرية، وكانت تعليقاتها تشير إلى الحرب التي اندلعت بين إسرائيل والفلسطينيين في الشهر الماضي.
وفي يوليو فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تسوركوف محتجزة لدى كتائب حزب الله الشيعية العراقية المدعومة من إيران، وأن العراق يتحمل مسؤولية سلامتها.
وتقول جامعة برينستون إن تسوركوف كانت مسجلة في الجامعة وقت اختطافها، وذهبت إلى العراق لإجراء بحث يتعلق بموضوع أطروحتها للدكتوراه.
وفي يوليو قد أعلنت الحكومة العراقية أنها فتحت تحقيقًا في حادث اختطاف تسوركوف.
وفي سبتمبر قد صرح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز أن الحكومة لم تحدد بعد الجهة المسؤولة عن خطفها، وأضاف (أن هذا الحادث يضر بسمعة الاستقرار في العراق وبقدرة أجهزتنا الأمنية).
وقد تم اختطاف تسوركوف في بغداد العاصمة العراقية في مارس الماضي، وقد فتحت الحكومة العراقية تحقيقًا في اختفاء الباحثة، ووفقًا للمتحدث باسم الحكومة باسم العوادي لا يوجد أي تصريح رسمي بشأن الحادث حتى تكتمل التحقيقات الرسمية وتصدر النتائج.
وقد وصلت تسوركوف إلى العراق في يناير بجواز سفر روسي، وكانت تركز في بحثها على الفصائل الموالية لإيران والتيار الصدري الذي يقوده زعيم شيعي عراقي يدعى مقتدى الصدر وفقًا لتقارير صحفية.
وقد ظهرت تسوركوف في مقطع فيديو تحدثت فيه بالعبرية مع ترجمة مكتوبة بالعربية ووجهت كلامها مباشرة لعائلات الرهائن في غزة حيث طالبتهم بوقف الحرب إذا أرادوا رؤية أفراد أسرهم مجددًا.
وأكدت أن الحرب التي تديرها إسرائيل ستؤدي إلى قتل الرهائن وأنه يجب وقفها من أجل عودة الأطفال إلى أهاليهم.
وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الحديث عن غزة في الفيديو يمكن أن يكون رسالة من الخاطفين لأسرة تسوركوف والحكومة الإسرائيلية بأنها لا تزال على قيد الحياة.
وفي نهاية الفيديو فقد وجهت تسوركوف رسالة لأسرتها حثتهم فيها على بذل كل الجهود لضمان إطلاق سراحها في أقرب وقت ممكن.
الرابعة تنفرد ببث اعترافات الأسيرة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف في العراق وكيف نظمت تظاهرات ومحاولة خلق صراع شيعي شيعي!#الرابعةtv pic.twitter.com/K3LGWbhSgN
— قناة الرابعة – Al Rabiaa TV (@alrabiaatv) November 13, 2023
تفاصيل الأختطاف:
تسوركوف كانت قد اتصلت بالشخص المعروف باسم أحمد علواني قائد ديني وطلبت لقاء ابن عمه محمد علواني، الذي يشغل منصب مسؤول كبير في كتائب حزب الله في العراق وفقًا لتقرير قناة 12.
وخلال اللقاء الثاني بين تسوركوف وأحمد علواني تم اكتشاف جنسيتها الإسرائيلية، واتخذ الرجلان قرارًا بخطفها، وبعد ذلك تمت محاولات لنقلها إلى إيران.
تسوركوف البالغة من العمر 36 عامًا هي محللة للشؤون الشرق الأوسط وطالبة دكتوراه في جامعة برينستون.
وتدعي تسوركوف في موقعها الشخصي على الإنترنت أنها تجيد أربع لغات وهي الإنجليزية والعبرية والروسية والعربية.
ووفقًا للموقع الإلكتروني الخاص بها فهي زميلة في معهد (نيولاينز) للسياسة والاستراتيجية، وزميلة بحث في منتدى التفكير الإقليمي وهى مؤسسة فكرية إسرائيلية فلسطينية مقرها القدس.
وقد جمعت أربع منظمات بما في ذلك منظمة العفو الدولية طلبًا من الحكومة العراقية باتخاذ خطوات فورية لضمان الإفراج غير المشروط عن إليزابيث تسوركوف الباحثة الأمريكية التي تم اختطافها في العراق في 21 مارس 2023.
وقد أشار آدم كوغل نائب مدير الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش إلى أن اختطاف إليزابيث تسوركوف يدخل في سياق سلسلة من عمليات الاختطاف المستهدفة في العراق، وتنفذ بواسطة جهات متعاونة وغير تابعة للدولة دون محاسبة.
وأكد أن الحكومة العراقية مسؤولة عن اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لضمان سلامة تسوركوف وإطلاق سراحها ومحاسبة الخاطفين.
وقد بدأت الحكومة العراقية تحقيقًا في حادث الاختطاف في يوليو لكنها لم تعلن حتى الآن عن أية نتائج أو تقدم في التحقيق، وقد طالبت المنظمات بتقديم المشتبه بهم في ارتكاب الجريمة إلى العدالة من خلال محاكمات عادلة.
وتركز أبحاث إليزابيث تسوركوف التي تجري لنيل درجة الدكتوراه على الحركة السياسية التي يقودها زعيم شيعي بارز يدعى مقتدى الصدر وحركة تشرين وهي احتجاجات شعبية اندلعت في العراق بين عامي 2019 و2021.
وقد أكدت إيما تسوركوف شقيقة إليزابيث للمنظمات أن شقيقتها هي شخص طيب وباحثة موهوبة وناشطة حقوقية ملتزمة.
وأشارت إلى أن عملها يتركز على الاعتقاد في الإنسانية المشتركة للجميع والاستماع وفهم وجهات نظر الآخرين الذين يختلفون عنها في حياتهم.
وأضافت إيما تسوركوف أن شقيقتها بدأت تتعلم اللغة العربية بعد تخرجها من الجامعة وأنها كانت تتطلع إلى فهم ثقافة الشعب العراقي والتواصل معهم بشكل أفضل من خلال بحثها.
وأعربت عن قلقها البالغ بشأن سلامة شقيقتها وطلبت من الحكومة العراقية بذل كل الجهود الممكنة لضمان إعادة تسوركوف بأمان إلى أسرتها.
وتعد حالات الاختطاف والهجمات المستهدفة في العراق مشكلة خطيرة حيث يتعرض العديد من الأشخاص بما في ذلك الأجانب والصحفيين والنشطاء لهذه الجرائم.
وتعد قوات كتائب حزب الله المسلحة من المجموعات التي تتحدى التسلسل القيادي الحكومي في العراق على الرغم من كونها تابعة قانونياً للدولة العراقية.
وفي عام 2009 قامت الولايات المتحدة بتصنيف هذه الوحدة كمجموعة إرهابية عالمية محظورة بسبب هجماتها على القوات الأمريكية وتهديدها لاستقرار العراق.
وقد تورطت هذه الوحدة في قتل الناشط العراقي المشهور هشام الهاشمي في يوليو 2020، بالإضافة إلى تورطها في اختفاء قسري وقتل نشطاء ومحتجين خلال انتفاضة تشرين.
وقد أكدت المنظمات أن استخدام الاختفاء القسري يهدف إلى تكميم أفواه النشطاء والمحتجين، ولديه تأثير مروع على حرية التعبير في العراق.
وقد أكدت المنظمات أن العراق هي دولة طرف في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، ويتعين عليه جرم الاختفاء القسري والتحقيق فيه وتقديم المسؤولين عنه للعدالة وتأمين تعويضات للضحايا.
ومع ذلك لا يعتبر الاختفاء القسري جريمة بموجب القانون العراقي حالياً، وينتهك الاختفاء القسري مجموعة من حقوق الإنسان بما في ذلك الحق في الأمن والكرامة الشخصية وحقوق الإنسان في عدم التعرض للتعذيب أو لمعاملة أو عقوبة قاسية أو لاإنسانية أو مهينة، وحق الاحتجاز في ظروف إنسانية.
وقد انضمت المنظمات التالية إلى الدعوة لإطلاق سراح إليزابيث تسوركوف:
- المنظمة العربية للديمقراطية.
- شبكة الباحثين المعرضين للخطر (Scholars at Risk Network).
- منظمة العفو الدولية.
- هيومن رايتس ووتش.
