معهد ماكينزي “McKinsey” يحذر من مخاطر تغير المناخ وتأثيره على النظم الاجتماعية والاقتصادية
شهد العالم في الآونة الأخيرة تغيرات كبيرة في المناخ من ارتفاع في درجات الحرارة والفيضانات الشديدة وجفاف بعض المناطق وارتفاع منسوب سطح البحر إلى غير ذلك من الظواهر الكونية التي تحدث في أماكن متفرقة على ظهر الكوكب، مما يحتم على البشرية ضرورة فهم الطبيعة، ومعرفة مدى تأثير تلك التغيرات المناخية على الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
تقارير معهد ماكينزي “McKinsey” عن تغير المناخ
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة تصبح مخاطر المناخ غير ثابتة مما تحدث تغيرات في النظام الجيوفيزيائي وحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي لا يمكن وقف حدوثها إلا من خلال الوصول إلى تحقيق انبعاثات صفرية من غاز الكربون.
يقول علماء المناخ أن الارتفاع في درجات الحرارة والاحتباس الحراري أمر لا مفر منه خلال العقد المقبل على الأقل، مع الزيادة المستمرة في درجات الحرارة في العالم.
قالت تقارير معهد ماكينزي “McKinsey” أن تزايد المخاطر المادية من التغيرات المناخية يوماً بعد يوم من المتوقع أن يزيد من نسبة التغير بحلول عام 2030 إلى أكثر من مرتين وبحلول عام 2050 إلى أكثر من 20 مرة تقريباً، وتختلف تلك التغيرات من منطقة لأخرى قد يكون التغير المناخي في بعض البلدان إيجابيا مثل كندا التي من المتوقع أن تشهد زيادة في المحاصيل الزراعية، لذا ينبغي على كل منطقة فهم الآثار المترتبة على التغير المناخي.
لا شك أن تغير المناخ له تأثير كبير على حياة الإنسان وأيضا على النشاط الاقتصادي وعوامل الإنتاج، ومن هنا يستطيع العلماء قياس حجم تأثير تلك التغيرات على النشاط الاقتصادي وذلك من خلال معرفة مدى التأثير الذي يعطل أو يدمر حياة الإنسان،وكذلك التأثير على رأس المال المادي والطبيعي.
- قدرة العامل: على سبيل المثال تقول دراسات “معهد ماكينزي McKinsey” إن قدرة العامل تختلف بحسب المناخ الذي يعمل به، حيث تختلف قدرته إذا كان يعمل في الهواء الطلق عما إذا كان يعمل في حالة الإجهاد الحراري فمن الممكن أن يعرض حياته حينئذ للخطر، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى سهولة نقل الأمراض وبالتالي التأثير على صحة الإنسان.
- الأنظمة الغذائية: يمكن أن تسبب التغيرات المناخية تعطل بعض الصناعات الغذائية أو تعطل بعض سلاسل التوريد بسبب الظروف المناخية من ارتفاع درجات الحرارة أو الفيضانات أو غير ذلك، وقد تؤثر تلك التغيرات أيضا على إنتاجية المحاصيل الزراعية التي تدخل في بعض الصناعات سواء بالإيجاب أو بالسلب.
- المنشآت والبنية التحتية: يمكن أن تتضرر المنشآت بسبب التغيرات المناخية مثل هطول الأمطار الغزيرة أو فيضانات المد والجزر أو حرائق الغابات أو غير ذلك من التغيرات، كما يمكن أن تدمر التغيرات المناخية رأس المال الطبيعي مثل الأنهار الجليدية والغابات مما يهدد الموارد البشرية والنشاط الاقتصادي.
المناطق الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية
أوضحت الدراسة التي قام بها علماء “معهد ماكينزي McKinsey” أكثر المناطق تأثرا بالتغيرات المناخية وكانت الهند ودول البحر المتوسط من شمال أفريقيا وجنوب أوروبا، وفلوريدا، وذلك بالاعتماد على عدة محاور رئيسية مثل النظم الغذائية، والزراعات الأفريقية، والأصول المادية، وسلاسل التوريد.
أشارت الدراسات إلى أن تأثيرات المناخ تتزايد في تلك المناطق من العالم سواء بالإيجاب أو بالسلب، على سبيل المثال قد تؤدي زيادة درجات الحرارة إلى تعزيز السياحة في مناطق شمال أوروبا وتقليل الحيوية الاقتصادية للجنوب، كذلك يمكن أن تؤدي التغيرات المناخية إلى فشل الحصاد للمحاصيل الرئيسية مثل مناطق زراعة الأرز والقمح والذرة وفول الصويا، وهذا بالطبع يؤثر على أسعار المواد الغذائية، مما يزيد من رقعة المجتمعات التي تعيش تحت خط الفقر والتي تصل إلى 750 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر.
للاطلاع على المزيد من التقارير التي تصدر عن معهد ماكينزي “McKinsey” يمكنك زيارة الموقع الرسمي.