واصلت قوات تنظيم طالبان الزحف نحو العاصمة الأفغانية كابول وسط قلق وترقب دولي كبيرين، وواصلت قوات تنظيم طالبان الزحف حتى سقطت آخر معاقل قوات الجيش الأفغاني المتجسدة في مزار الشريف عاصمة إقليم بلخ رابع أكبر مدن أفغانستان، ولم يتبق لمسلحي طالبان سوى السيطرة على مدينة كابول العاصمة للوصول الى السلطة في البلاد.
وأفادت مصادر دولية بأن الجيش الوطني الأفغاني كان أول المنسحبين لذلك أصبحت المهمة أسهل بالنسبة لمسلحي طالبان الذين لم يجدوا صعوبة في الدخول الى بقية المدن المحاصرة واسقاطها، وأثناء محاولتهم دخول مزار الشريف لم يجد مسلحو طالبان أي مقاومة تذكر من قبل الجيش والقوات الموجودة هنالك.
وكان مسلحو طالبان قد أعلنوا سيطرتهم على مدينة جلال أباد شرقي أفغانستان لتتبقى بذلك العاصمة كابول وتكون قوات طالبان قد سيطرت على البِلاد بالكامل، ولم يتبقى الكثير بالنسبة لمسلحي طالبان نظراً لأن مدينة كابول محاصرة ومعزولة، وينتظر جماعة تنظيم طالبان استقالة الرئيس أشرف غني للاستيلاء على السلطة بشكل سريع وإلا فستسقط السلطة في البلاد بشكل آخر عند وصول المقاتلين للعاصمة التي بات الوصول اليها مسألة وقت فقط، وأفادت مصادر بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أرسل حوالي 5000 جندي أمريكي تقريباً لإجلاء المواطنين الأمريكيين الموجودين في أفغانستان، ويذكر أيضاً بأن وزارة خارجية المملكة المتحدة قالت بأنها سترسل 600 جندي بريطاني لإجلاء مواطني المملكة المتحدة من أفغانستان، ويتوقع أن يصل الجنود البريطانيين في نهاية هذا الأسبوع.
وتسبب زحف قوات طالبان نحو العاصمة الأفغانية كابول الى نزوح أكثر من ربع مليون مواطن من مدن أفغانستان الى العاصمة كابول بحثاً عن الأمان من تشريد القوات المسلحة لهم، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن مدافعاً عن قراره بأن بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان لن يفيد في شيء سوى في اهدار الأرواح والميزانية، وأكد بايدن على أن قراره بإجلاء القوات الأمريكية من أفغانستان سليم تماماً.
ومنذ إجلاء بايدن للقوات الأمريكية من أفغانستان وقوات طالبان المسلحة تسعى للسيطرة على السلطة في البلاد، وكانت عدة دول قد حذرت السلطات في أفغانستان من إقامة ما سماه بدولة الخِلافة، وحذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس جماعة طالبان من تأسيس الخلافة محذراً بقطع مساعدات التنمية الألمانية والتي تبلغ قيمتها حوالي 430 مليون يورو سنوياً.