محاولة انقلابية فاشلة بكل المقاييس قامت بها مجموعة عسكرية من الجيش التركى تمردوا على سياسة اردوغان وقرروا الانقلاب واهمين أنفسهم بأنهم سينجحون في السيطرة على مقاليد الحكم في تركيا.
وفي البداية ظن أردوغان أنه سقط بالفعل وطلب حق اللجوء السياسى إلى المانيا ولكن طلبه قبل بالرفض، مما استدعاه إلى التماسك والتعامل مع محاولة الانقلاب بحنكة سياسية وخرج إلى شعبه داعيا له الخروج إلى الميادين ورفض الانقلاب بكل قوة ودعم الشرعية والديمقراطية وأنه لا يزال في تركيا ولن يذهب إلى أى مكان، وأتهم منافسة فتح الله غولن والذي وصفه بالارهابى أنه وراء تلك الفوضى وعلى الشعب الخروج لانهاء المهزلة العسكرية، وسرعان ما استجاب ونزل إلى الشوارع ليس رافضا للانقلاب فقط بل مهاجما ومدافعا عن شرعية رئيسهم بكل ما أوتوا من قوة.
فشل الانقلاب العسكرى بعد وقت ضئيل من اعلان الانقلابيين السيطرة على البلاد واحترامهم للمعاهدات والاتفاقيات الدولية واعلان حظر التجوال، فشلت المحاولة بعد أن اسفرت عن 194 قتيل وإصابة 1000 واعتقال مايزيد عن 2800 من العسكريين، وبقى أردوغان في السلطة وانهال الشعب على الانقلابيين وضربوهم بالأحزمة الجلدية حتى الموت صارخين ” بلدنا ستبقى لنا ” و” أن عهد الانقلابات لن يأتى ثانية “.
ويرى ” إسلام نجم الدين ” مدير وحدة الدراسات الشبابية بالمركز العربي الافريقي للابحاث الاستراتيجية أن محاولة انقلاب العسكريين في الجيش التركى كان فاشلا منذ البداية وأن هناك عدة دول كانوا يعلمون يقين العلم أن المحاولة ستفشل وبشكل سريع لان ذلك الانقلاب أقل ما يوصف به انه انقلابا فرديا ودوافعه مكشوفة وسيسبب كارثة في تركيا والمنطقة بأكملها ومن تلك الدول الولايات المتحدة الامريكية ودول حلف الناتو وروسيا ومصر والسعودية.
وأوضح نجم الدين بعض أسباب فشل محاولة الانقلاب إلى أن قادة الانقلاب لم تقنع سوي قائد القوات البرية والجوية وهؤلاء لا يصلحوا للسيطرة على القوات الخاصة والدفاع الجوي والبحرية والمخابرات بل وبسهولة يمكن اخضاعهم دون خوف، بالإضافة إلى أن الامن الداخلي التركي تعاون مع رجال اردوغان في السيطرة على الانقلابين لخوفهم من فكرة الصدام مع المدنين.
وأضاف ” نجم الدين ” أنه بالرغم من الفشل الذريع والنصر الساحق لأردوغان خلال الساعات الماضيه، الا أن هناك توابع خطيرة وراء محاولة الانقلاب تلك، من أهمها أن اردوغان سيعمل على زياده نفوذ الامن الداخلي وتحييد الجيش قد يصل لإقصاء القضاء مما سيؤدي إلى صراع قادم جراء توغل الأمن التركى وزيادة نفوذه والبدء في حملات اعتقالات سياسية، وهذا سيخلف ازمات لن تمر بسهولة مثل ضرب مؤسسات القضاء والاعلام والمعارضين والأكثر خطورة إذا شعر الجيش التركى بخطر على وحداته وتشكيلاته فقد تتكرر محاولة الانقلاب مرة ثانية ولكن بصورة أكبر واستعداد أقوى.
ولفت نجم الدين الانتباه إلى نتيجة حتمية لمحاولة الانقلاب بغض النظر عن فشلها الذريع، وهى أن الاقتصاد التركى سيعانى إثر فكرة الصدام بين مؤسسات الدولة، وأردوغان عليه أن يختار بين مطرقة احترام الديمقراطية أو الميل إلى تعديل الدستور والبدء في سياسة ديكاتاتورية.