قد تكون عبارة “لعنة العقد الثامن”، التي أشار إليها أبو عبيدة الناطق الرسمي لكتائب القسام في خطابه، لا يعرفها الكثير منا، فبعد خطاب أبو عبيدة الذي كشف فيه آخر التطورات والمستجدات في عملية “طوفان الاقصى”، انتشرت عبارة” لعنة العقد الثامن” بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي، فما هي”لعنة العقد الثامن”؟، ولماذا يخاف اليهود من حدوثها؟.
خطاب ابو عبيدة
تخوض كتائب القسام معارك قوية ضد قوات الاحتلال لصدهم عن التوغل في غزة، وبين الحين والآخر يكشف لنا أبو عبيدة الناطق الرسمي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن خطاب جديد يتضمن تصريحات تؤكد صمود المقاومة ومدى تمسكها بمطالبها، كما يوضح آخر المستجدات التي وصلت إليها عملية “طوفان الأقصى”، وفي خطابه الذي ألقاه مساء السبت الموافق 28 أكتوبر الجاري، أشار إلى مصطلح “لعنة العقد الثامن”، وقال: “زمن أسطورة الجيش الذي لا يقهر قد ولّى، وأن المعركة الحالية ستكون فاصلة في تاريخ الأمة”.
كما أضاف قائلاً: “زمن بيع الوهم للعالم حول أكذوبة الجيش الذي لا يقهر والميركافا الخارقة والاستخبارات المتفوقة، كل هذا انتهى زمنه وقد كسرناه وحطمناه أمام العالم في غلاف غزة وفي كل فلسطين”.
وأخيراً قال: “زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم، وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدا ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر”.
خطاب أبو عبيدة كامل..
الخطاب مهم وقوي وفيه رفع معنويات للشعب الفلسطيني والأمة ورسم لخارطة الطريق لأي مفاوضات أسرى..
الخطاب فيه عتب شديد على زعماء العرب "لا سمح الله" pic.twitter.com/9aj1OXdRLH— أدهم أبو سلمية #غزة 🇵🇸 (@adham922) October 28, 2023
قصة “لعنة العقد الثامن”
لم يكن ابو عبيدة هو أول من ينطق أو يشير إلى هذا المصطلح، ولمن لا يعرف ماهي “لعنة العقد الثامن”، فهي يقصد بها مرور 80 عاماً على قيام دولة إسرائيل، فمن المعروف أن مملكة إسرائيل انهارت عام 586 ق.م، أي بعد أن مر على إنشائها 8 عقود (80 عاما)، لذلك تمثل تلك المدة الزمنية لدى اليهود نذير شؤم كبير، ويخشى السياسيون والحاخامات اليهود من تلك النبوءة.
فقد ورد في نبوءات إسرائيل (العهد القديم) أو الكتاب المقدس العبري، أن سقوط دولة إسرائيل سيكون له أسباب كثيرة أهمها الصراعات الداخلية، ومع وصول إسرائيل لعقدها الثامن هناك الكثير من التخوفات والقلق من تحقق تلك النبوءة خاصة مع وجود انقسامات وخلافات داخلية وصراعات في إسرائيل، هذا بالإضافة إلى أن غالبية قادة إسرائيل يؤمنون بلعنة العقد الثامن.
رأي السياسيون في لعنة العقد الثامن
عام 2022 م صرح رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، أنه قلقاً بشأن استمرار وبقاء دولة إسرائيل، وأشار إلى لعنة العقد الثامن بأن هذا الكيان سوف يختفي قبل حلول الذكرى الثمانين لتأسيسه منذ عام 1948.
وقد صرح لصحيفة يديعوت أحرونوت، أن اليهود على مر التاريخ والصور لم يحكموا لأكثر من 80 عاماً، وأنه يتوقع تكرار هذا السيناريو مرة أخرى، حيث قال باراك: “على مدى التاريخ اليهودي، لم يحكم اليهود أكثر من 80 عاماً، إلا في مملكتي داود وسلالة الحشمونائيم، وفي كلتا الفترتين بدأ تفككهم في العقد الثامن، والنظام الإسرائيلي الحالي يمثل التجربة الثالثة ويقترب من العقد الثامن من عمر الكيان”.
وأضاف قائلاً: “تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وأخشى ما أخشاه أن تحل عليها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها”.
لم تصب” لعنة العقد الثامن” اليهود وحدهم، بل أصيبت بها أمريكا بالحرب الأهلية في العقد الثامن لها، كذلك إيطاليا أصبحت دولة فاشية في عقدها الثامن، هناك ايضاً ألمانيا التي انهزمت وتقسمت في عقدها الثامن وتحولت لدولة نازية.
ويري شافيت رئيس الموساد الأسبق أن إسرائيل معجزة من صنع الإنسان، فلم تستطع أي دولة أن تفعل أو تصل إلى ماوصلت إليه إسرائيل خاصة في ظل تلك الصراعات والبيئة المعادية لدولة إسرائيل، فقد تحقق الحلم الصهيوني.
كما أضاف قائلاً “لكن في السنوات الأخيرة، شعرنا جميعا أن شيئا ما قد حدث بشكل خاطئ، فعلى الرغم من أن إسرائيل قصة نجاح نادرة، فإنها ممزقة ومصابة وتتألم وتنزف، لقد فقدت طريقها وضلّت البوصلة”.
وكتب ألفر في صحيفة هآرتس، أنه “في الحرب المقبلة لإسرائيل مع الأعداء، سيتلقى السكان اليهود في البلاد الأوامر بالانتحار”.
هناك ايضاً النبوءة الخالدة التي أطلقها الشيخ الشهيد أحمد ياسين عام 1999، أن عام 2027 سيكون خاليا من وجود دولة إسرائيل، وقد بانت تباشيرها.