بعد حالة الإحباط الشديد، التي انتابت شعوب العالم، يوم الجمعة الماضية، إثر رفض مجلس الأمن، مشروع قرار مقدم، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم موافقة 13 دولة، من بين 15 دولة، وامتناع بريطانيا عن التصويت، واستخدام أمريكا حق الفيتو، وسط شعور عام بالخذلان والظلم، وعدم الحيادية، فكيف أن عضوا واحد في مجلس الأمن يلغي أصوات ثلاثة عشر عضوا ؟.
ماهو حق الفيتو ؟
الفيتو عبارة عن كلمة لاتينية، معناها ” أنا أعترض”، وهو حق مكفول فقط لخمسة دول في العالم، حيث تسمى هذه الدول الخمسة، دول دائمة العضوية، وهي في الحقيقة الدول التي تحكم العالم، فمن شأن كل واحدة منهما على حدة، أن تلغي قرار يتفق عليه جميع الأعضاء، وذلك باستخدام حق الفيتو، فهي بذلك تمثل سلطة محتكرة، تهيمن وتحبط أي قرار، وفقا لرؤيتها ومصالحها، وبغض النظر عن قرار الأغلبية.
استخدام حق الفيتوهيمنة الدول دائمة العضوية
تم إنشاء مجلس الأمن عام 1945، ضمن ستة أجهزة رئيسية، تابعة للأمم المتحدة، وهدف المجلس الحفاظ على السلم الدولي، ويتكون المجلس من خمسة عشر عضوا، منهم خمسة دول دائمة العضوية، وعشرة دول منتخبة ومتغيرة، والدول الدائمة العضوية ثابتة، ولها حق استخدام الفيتو، والهيمنة برأيها، إذ لا يمكن الموافقة على أية قرار رفضته إحدى الدول الخمسة وهما ( الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين).
أصوات تطالب بنظام جديد
من شأن مجلس الأمن أن يحل السلم، وأيضا يوافق على الحرب، وأن يرسل بعثات السلام، ويتخذ إجراءات لحل النزاعات، ولكنه لم يفعل ذلك بحيادية، ومن ثم الكثير من دول العالم الآن، ترفض آلية التصويت الحالية بمجلس الأمن، وخاصة بعد استخدام أمريكا حق الفيتو، عدة مرات خلال عدة جلسات، أقيمت منذ بداية العدوان على غزة، حيث منحت الدعم الكامل للاحتلال الإسرائيلي، وغضت الطرف عن حرب الإبادة الجماعية، التي ترتكب ضد المدنيين في غزة، ومن ثم ضاعت وظيفة مجلس الأمن الأساسية، وعجز الجميع عن تطبيق القوانين الدولية.
الحكومات ضد الشعوبسلطات مطلقة
- استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو، 35 مرة، من أجل الاحتلال الإسرائيلي، فلم تلتزم إسرائيل بالمواثيق الدولية، مثل التي تمنع تهجير الفلسطينيين، والتي تمنع بناء المستوطنات، حيث أحبطت الولايات المتحدة جميع قرارات الإدانة الخاصة بإسرائيل.
- أما روسيا فهي الأكثر استخداما لحق الفيتو، إذ استخدمت هذا الحق 121 مرة، منها 17 مرة لمنع إدانة النظام السوري، الذي كان يقتل مدنيين، ويستخدم أسلحة محرمة دوليا.
تصريح أمين عام الأمم المتحدة
صرح أمين عام الأمم المتحدة جوتيريش، أن مجلس الأمن فقد مصداقيته، بعد فشله في إصدار قرار وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة، وقال إنه من المحزن، أن العالم مازال يواجه تهديد بجرائم الإبادة الجماعية البشعة، وقد اعتمدت اتفاقية منع تلك الجرائم من 75 عاما مضت.