تداول رواد ومستخدمو مواقع التواصل الإجتماعي منشورات تحذر فيها من أخذ لقاح فايزر ضد فيروس كورونا المستجد بسبب احتوائه على مادة كلوريد البوتاسيوم، وهي مادة تدخل كأحد مكونات الحقنة القاتلة التي تُستخدم في تنفيذ عقوبة الإعدام، حيث أشار أحد المنشورات إلى أن “كلوريد البوتاسيوم هو مادة سمية قاتلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو ضمن محتويات اللقاح”، وهو ما أثار التساؤل لدى المعلقين بقولهم: “ليخبرنا أحد الأطباء ما فائدة وجود هذا السم في اللقاح غير التخلص من الناس؟”.
لقاح فايزر
فرانس برس “الادعاء خطأ”
وكان المنشور الذي أثار الجدل أرفق صورتين تشير إحداهما إلى وجود مادة كلوريد البوتاسيوم ضمن مكونات لقاح فايزر، والأخرى تشير إلى مدى سمية هذه المادة وأنها تُوجد في الحقنة القاتلة التي تستخدم في عملية الإعدام، حيث تتسبب بتوقف القلب.
وفنّدت وكالة فرانس برس هذه الإدعاءات بقولها: ” إن هذا الادعاء خطأ، فالكمية الضئيلة من كلوريد البوتاسيوم التي تحتويها جرعة اللقاح ضرورية ولن تؤذي متلقيها، بحسب الخبراء”.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه المادة موجودة بشكل طبيعي في الأطعمة والمياه، وأضافت نقلًا عن أستاذ مساعد في معهد بوردو، ليبي ريتشارد، قوله: إن “كلوريد البوتاسيوم موجود في جميع المأكولات التي نتناولها تقريبا مثل اللحوم والفاكهة والحبوب وغذاء الأطفال”.
وأضاف ريتشارد “لو شربت قارورة مياه، فإنك تتناول كلوريد البوتاسيوم الذي يمتصه مجرى الدم”.
ولدى سؤال الاستاذ المساعد عن استخدام مادة كلوريد البوتاسيوم في لقاح فايزر ضد كورونا، أجاب ريتشارد بالقول: “يجري اختيار مكونات اللقاح بدقة بما يتناسب مع معايير السلامة”، وأردف بقوله: “إن كمية كلوريد البوتاسيوم الموجودة في اللقاحات ضئيلة جداً وآمنة”.
إدارة الدواء والغذاء الأمريكية توضّح
ومن جهتها إدارة الدواء والغذاء الأمريكية فقد أوضحت أن كل جرعة من لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا تحتوي ضمن مكوناتها على 0،01 ميلليغرام من كلوريد البوتاسيوم، والتي قال سكوت هالبرين، مدير المركز الكندي للقاحات، عن هذه الكمية أنها تعادل رشة ملح صغيرة.
وشرح هالبرين من خلال اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” إن كلوريد البوتاسيوم يستخدم في لقاحات كثيرة فهو من الأملاح، وعند إنتاج لقاح ضد فيروس يتعين إضافة كمية محددة من الأملاح التي تحتاجها الخلايا لتبقى على قيد الحياة”.
