كان قد أعلن قصر باكنغهام عن وفاة ملكة بريطانيا «الملكة إليزابيث الثانية» عن عمر يناهز الستة وتسعين عاماً في يوم الخميس الماضي، والجدير بالذكر أن الملكة كانت قد تولت عرش الحكم في عام 1952، وكانت أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش، فتجاوزت فترة حكمها الملكة فيكتوريا، ولكن هل تعلم أن الملكة إليزابيث كانت قد تعرضت لعدة محاولات لاغتيالها، فكيف نجت الملكة من هذه المحاولات؟ تابعونا في هذا المقال.
أطول فترة حكم في تاريخ المملكة المتحدة
نجت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، والتي جلست على عرش الملك لمدة 70 عاما من خمس محاولات للاغتيال.
ووفقا لموقع «فيرست بوست» الهندي، فإن وفاة الملكة في يوم الخميس الماضي، هي نهاية لأطول فترة حكم في تاريخ المملكة المتحدة، وأن المدة التي كانت قد قضتها على العرش هي إحدى أطول فترات الحكم على مر التاريخ لأي رئيس دولة على مستوى العالم، وكانت الملكة إليزابيث الثانية أمام أعين الناس طيلة فترة حياتها، كما أنها كانت من أكثر القادة في العالم سفرا، فتعرضت لعدة محاولات للاغتيال.
المحاولة الأولى
ففي عام 1970 م كانت الملكة برفقة زوجها الأمير فيليب في جولة في أستراليا، التي شهدت أولى المحاولات، حيث كانت الملكة إليزابيث مع زوجها في يوم 29 من شهر أبريل لنفس العام المذكور، مسافرين إلى أورانج في نيوساوث ويلز عن طريق القطار من سيدني، فقام بعض الأشخاص بوضع لوح خشبي على قضبان السكة الحديد؛ بهدف إخراج القطار عن مساره عندما يقترب من مدينة ليثجو.
و أثار ظهور لوح الخشب الشك بوجود مخطط لاغتيال الملكة، وحقا اصطدم القطار الذي كانت به الملكة باللوح الخشبي، لكن يقال أن القطار كان يتحرك ببطء شديد، لذلك لم يحدث أي ضرر.
ولم يتم اعتقال أي شخص في هذا الحادث، وكان ظهور هذه القصة للعلن في عام 2009، حيث تحدث الضابط الذي قام بالتحقيق في هذه الواقعة بعد تقاعده وأعلن عن هذا الأمر.
المحاولة الثانية
كما كانت المحاولة الثانية للاغتيال أثناء احتفالية سنوية باسم «تروبينج ذا كولور» في يوم 13 من شهر يونيو لعام 1981 في لندن، حين تجمعت الحشود من أجل مشاهدة الملكة عند حضورها لهذا الحفل على ظهر حصانها، وأثناء ذلك أطلق شاب يدعى ماركوس سارجينت (والذي كان في عمر 17 عام)، والذي كان من بين الحشود 6 طلقات فارغة عند مرور الملكة.
وتم القبض على هذا الشاب وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بموجب «قانون الخيانة»، واعترف أنه كان يريد أن يكون مشهورا، وأن ما ألهمه هو اغتيال جون لينون قبل هذه السنة بعام، وذلك وفقا لصحيفة «تايمز» البريطانية.
المحاولة الثالثة
وبعد مرور أشهر من هذه الحادثة واجهت الملكة إليزابيث محاولة اغتيال للمرة الثالثة أثناء زيارتها لمتحف يقع في مدينة دنيدن في نيوزيلندا في عام 1981.
حيث كان هناك شخص يدعى كريستوفر جون لويس (بعمر 17 عام) وكان ينتظر في مبنى قريب وقام بإطلاق النار من النافذة عندما كانت الملكة تنزل من مركبتها، لكنه لم يستطع إصابتها أو إلحاق الضرر بها، وقال شهود عيان أنهم سمعوا صوت «فرقعة عالية»، وذلك وفقا لما حدثت به وسائل الإعلام.
وتم اعتقال الشاب لويس بعد الحادثة بثمان أيام، وقضى فترة 3 أعوام في منشأة خاصة بالصحة النفسية والعقلية.
المحاولة الرابعة
وأثناء احتفالات عيد الميلاد لعام 2021، قام مقتحم لقلعة «وندسور» بنشر مقطع مصور يهدد فيه أنه سوف يقوم باغتيال الملكة، وقال أن محاولة الاغتيال هذه هي انتقاما لمذبحة أمريستار (التي قُتِل فيها عشرات الهنود في عام 1919 م) في مدينة مبجلة، عندما كانت تحت الاحتلال البريطاني.
وتم اعتقال وندسور جاسوانت سينغ تشايل القائم بهذا الفعل من قبل حراس القلعة، ومن ثم احتجزته السلطات البريطانية بموجب قانون الصحة العقلية.
كما قال الحراس أن تشايل ( 19 عام) قد حاول اجتياز السياج، وكان يحمل قوسا وسهام، لكنه لم يستطع الوصول إلى أي من مباني القلعة، فكان على بعد حوالي 500 متر من الجناح الذي كانت تقيم فيه الملكة.
وكان جاسوانت قد قام بنشر هذا الفيديو المسجل مسبقاً على الموقع «سناب شات» في تمام الساعة 8:06 في صباح يوم عيد الميلاد، وذلك قبل حوالي 24 دقيقة من قبض الحراس عليه.
أغرب المحاولات
ومن أغرب المحاولات لاغتيال الملكة إليزابيث الثانية تلك التي كانت في عام 1982، حيث أفاقت الملكة من نومها فتفاجأت بوجود شاب يجلس بجانبها على الفراش، ويتحدث معها، إلا أنها طلبت النجدة بسرعة من الحراس وتم القبض عليه.
واللافت للانتباه أنه سرعان ما تم الإفراج عن هذا الشاب الذي يدعى «مايكل فاجان»، بعد اكتشاف مرضه بمرض عقلي، لكن في هذا الوقت كانت قد أعلنت الشرطة أنها تعاملت مع الأمر على أنه محاولة للاغتيال.