كيف رحبت السعودية بالهدنة في غزة وما هي تداعياتها على السلام في المنطقة؟
في 22 نوفمبر 2023، أعربت المملكة العربية السعودية عن ترحيبها باتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة، بعد أسبوع من التصعيد العسكري الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف.
وأشادت السعودية بالجهود الدبلوماسية التي بذلتها دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية لإنهاء العنف وتحقيق الهدوء، وأكدت السعودية على موقفها الثابت الداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
#بيان | ترحب المملكة العربية السعودية باتفاق الهدنة الإنسانية، وتثمن الجهود القطرية والمصرية والأمريكية لهذا الغرض، وتجدد الدعوة للوقف الشامل للعمليات العسكرية، وحماية المدنيين وإغاثتهم، وتحرير المحتجزين والأسرى. pic.twitter.com/DLbPtdBOqM
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) November 22, 2023
خلفية الصراع في غزة
يعود تاريخ الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى عام 1948، عندما أعلنت إسرائيل استقلالها على أراضي كانت تحت الانتداب البريطاني، وهو ما أدى إلى حرب أولى بين الجانبين وبين الدول العربية المجاورة، ومنذ ذلك الحين، شهدت المنطقة عدة حروب وانتفاضات ومفاوضات سلام، لكن دون التوصل إلى حل نهائي للنزاع.
ويعتبر قطاع غزة، الذي يقطنه نحو مليوني نسمة، أحد أكثر المناطق تضررًا من الصراع، حيث يعاني من حصار إسرائيلي منذ عام 2007، بعد أن سيطرت حركة حماس على السلطة في القطاع، وقد شهد القطاع أربع حروب بين حماس وإسرائيل منذ عام 2008، آخرها كانت في عام 2014، والتي خلفت أكثر من 2200 قتيل وألفين و500 جريح.
تفاصيل الهدنة في غزة
وكانت الهدنة قد دخلت حيز التنفيذ في الساعة الثانية من صباح يوم الجمعة 19 نوفمبر 2023، بعد مفاوضات مكثفة برعاية قطرية ومصرية وأميركية، وقد استقبل الفلسطينيون في غزة الهدنة بالتصفيق والزغاريد والألعاب النارية، في حين أعلنت إسرائيل أنها حققت أهدافها العسكرية.
وبموجب الاتفاق، تلتزم الفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة نحو إسرائيل، في حين تلتزم إسرائيل بوقف الغارات الجوية والبرية والبحرية على القطاع، ويتضمن الاتفاق أيضا فتح معبري رفح وكرم أبو سالم لإدخال المساعدات الإنسانية والوقود والمواد الطبية والغذائية إلى غزة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن الهدنة تمثل فرصة لتجنب مزيد من الدمار والمعاناة، ودعا إلى استئناف المفاوضات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأضاف أن الأمم المتحدة ستعمل مع المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار للمناطق المتضررة.
تداعيات الهدنة في غزة
تعد الهدنة في غزة خطوة مهمة لوقف النزيف والحفاظ على الأرواح، لكنها لا تحل القضايا الجوهرية التي تقف وراء الصراع، فالفلسطينيون لا يزالون يطالبون بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بحقهم في العودة والتمتع بالحرية والكرامة والعيش في دولة مستقلة، وإسرائيل لا تزال ترفض هذه المطالب وتحتفظ بالسيطرة على الأراضي الفلسطينية وتواصل بناء المستوطنات وتنفيذ الانتهاكات بحق الفلسطينيين.
ولذلك، فإن الهدنة تحتاج إلى متابعة دبلوماسية وسياسية فاعلة من قبل المجتمع الدولي، لدفع الطرفين نحو حوار جاد وشامل ينهي الصراع ويحقق السلام والعدالة في المنطقة، ويجب أن يكون هذا الحوار مبنيًا على القانون الدولي والمرجعيات الدولية والمبادئ الإنسانية، وأن يضمن حقوق الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في الأمن والسيادة والتنمية.