كيف تحفر حماس نفق تحت مستشفى في غزة؟ وما هي ردة فعل إسرائيل؟

منذ أكثر من سبعين عاما، تشهد الأراضي الفلسطينية صراعًا مستمرًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذين يتنازعون على السيطرة على الأرض والمقدسات والموارد، وفي هذا الصراع، تعاني قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو مليوني نسمة، من حالة من الحصار والحرب والفقر والبطالة والعزلة، وفي مواجهة هذه الظروف الصعبة، تلجأ حركة حماس، التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، إلى استخدام الأنفاق كوسيلة للمقاومة والتحدي والبقاء.

وعثر الجيش الإسرائيلي على نفق تحت مستشفى الشفاء في قطاع غزة، والذي يزعم أنه كان مخصص للهجوم والتهريب، وسنسأل عن أسباب وأهداف وطرق استخدام حماس للأنفاق في القطاع، وعن ردة فعلها على اكتشاف وتدمير النفق من قبل الجيش الإسرائيلي، وسنناقش أيضا تأثير الأنفاق على الوضع الإنساني والأمني والسياسي في قطاع غزة، وعلى آفاق حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.صورة 1

ما هو النفق الذي عثر عليه الجيش الإسرائيلي؟

في إطار عملياته العسكرية في قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر على نفق طوله 55 متر تحت مستشفى الشفاء، أحد أكبر المستشفيات في القطاع، والذي يضم آلاف النازحين والمرضى، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن النفق كان مخصص للهجوم والتهريب، وأنه تم تدميره بواسطة طائرات حربية.

وأضاف البيان أن النفق كان يمتد من مستشفى الشفاء إلى مدرسة في غزة، وأنه كان مزود بأنظمة تهوية وإضاءة واتصالات، وقال الجيش الإسرائيلي إن النفق يعود لحركة حماس، وأنه يشكل خطرا على الأمن الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء، ونشر الجيش الإسرائيلي فيديو يظهر جزء من النفق وعملية تدميره.

لماذا يستخدم حماس الأنفاق في قطاع غزة؟

تأتي هذه العملية في إطار الحملة العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، والتي تهدف إلى تدمير البنية التحتية لحركة حماس والجماعات الأخرى، وخاصة الأنفاق التي تستخدمها للهجوم والتحرك والتخزين، وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على أكثر من 100 نفق في قطاع غزة، وأنه دمر معظمها.

وتعتبر حركة حماس الأنفاق وسيلة مهمة لمواجهة الحصار الإسرائيلي على القطاع، وللتغلب على العجز في السلاح والذخيرة والمواد الغذائية والطبية، وتستخدم حركة حماس الأنفاق أيضًا لشن هجمات على الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، ولنقل القادة والمقاتلين والأسرى داخل القطاع وخارجه، وتقول حركة حماس إن الأنفاق هي جزء من المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ومن جانبها، نفت حركة حماس ما زعمه الجيش الإسرائيلي عن وجود نفق تحت مستشفى الشفاء، واعتبرته محاولة لتبرير العدوان على المنشآت الطبية والمدنية في القطاع، وقالت الحركة في بيان لها إن الجيش الإسرائيلي يستهدف المستشفيات والمدارس والمساجد والمنازل بشكل متعمد، وأنه يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وتشهد قطاع غزة حالة من الدمار والمعاناة بسبب الحرب الإسرائيلية، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 11000 فلسطيني، بينهم أكثر من 4500 طفل، وإصابة أكثر من 30000 آخرين، وتشريد مئات الآلاف من سكان القطاع، وتواجه المستشفيات والمراكز الطبية في القطاع صعوبات كبيرة في تقديم الخدمات الصحية للمصابين والمرضى، بسبب نقص الأدوية والمعدات والكوادر والوقود، وتعرضها للقصف المتكرر من قبل الجيش الإسرائيلي.

ما هي آفاق حل الصراع بين إسرائيل وغزة؟

الصراع بين إسرائيل وغزة هو جزء من الصراع الأوسع بين إسرائيل والفلسطينيين، الذي يعود إلى عام 1948، عندما أعلنت إسرائيل قيام دولتها على أراضي فلسطينية، ومنذ ذلك الحين، شهدت المنطقة عدة حروب وانتفاضات ومفاوضات واتفاقيات، لكن دون أن يتم التوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للصراع.

ويطالب الفلسطينيون بإقامة دولة مستقلة وسيادة على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال والاستيطان والحصار الإسرائيلي، وترفض إسرائيل هذه المطالب، وتحتفظ بالسيطرة على الأراضي الفلسطينية، وتواصل بناء المستوطنات والجدار الفاصل، وتفرض عقوبات وقيود على الفلسطينيين.

وتدعم المجتمع الدولي حل الدولتين، الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، على حدود عام 1967، وبعاصمة مشتركة في القدس، ولكن هذا الحل يواجه العديد من العقبات والتحديات، منها عدم الثقة والتناقضات بين الطرفين، والتدخلات والضغوطات من القوى الإقليمية والدولية، والانقسامات والصراعات الداخلية لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي ظل استمرار الحرب والعنف والمعاناة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، تزداد الحاجة إلى إيجاد حل سياسي عادل وشامل ودائم للصراع، يحقق الأمن والسلام والحرية والكرامة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويتطلب ذلك الالتزام بالقانون الدولي والمبادئ الإنسانية، والتخلي عن العنف والتطرف والتحريض، والتفاوض بصدق وجدية ومرونة، والاعتراف بحقوق ومطالب ومخاوف الطرف الآخر، والاستجابة لمطالب وتطلعات الشعوب والمجتمعات المدنية، والاستفادة من الفرص والمبادرات والدعم المتاحة من المجتمع الدولي.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.