تسجيل أعلى نسبة الوفيات في إيطاليا بسبب فيروس كورونا على مستوى العالم، حيث سجلت أكثر من 4000 شخص مع الانتشار الواسع والمتزايد بالفيروس، أثار الكثير من التساؤلات حول الأسباب، وبحسب راديو (مونت كارلو)، قدم علماء تفسيرات لهذه الظاهرة في هذا البلد، حيث كضفوا عن أربع أسباب تكمن وراء ذلك، تتعلق بمتوسط الأعمار المرتفع في هذا البلد، وانتشار الوباء بشكل مبكر فيه، والنظام الصحي الإيطالي، وطريقة تعداد المصابين والوفيات.
أشار علماء إلى ان الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة على وجه التحديد في إيطاليا يرجع للأسباب التالية:
- ارتفاع نسبة كبار السن في إيطاليا
تظهر أعراض فيروس كورونا ” كوفيد-19″ المستجد لدى المسنين والذين يعانون بالأصل من أمراض، وبالتالي من المنطق بمكان أن تكون نسبة الوفيات بين المصابين بالفيروس منهم أكبر، ومنطقي أن تكون نسبة الوفيات في إيطاليا أعلى من الدول الأخرى بسبب أن سكانها هم الأكثر تقدمًا في السن في العالم بعد اليابان.
فإذا ما تم المقارنة بين عدد الوفيات الإجمالي والبالغ 47 ألف حالة مسجلة وعدد الوفيات في إيطاليا من هذا العدد، فهذا يعني نسبة الوفاة فيها بسبب كورونا هي 8.6%،
وبحسب جنيفر داوند ” إخصائية الديموغرافيا والصحة العامة من ” الملاحظ ان معدل الوفيات أعلى بكثير في الدول التي تعتبر شعوبها أكبر سنا، منه في الدول الأكثر شبابا”، وأشارت الباحثة إلى “ترابط قوي بين الديموغرافيا ومعدل الوفيات في ما يتعلق بـ “كوفيدـ19”.
- انتشار الوباء بوقت مبكرة
ويرجع السبب الثاني بحسب العلماء إلى انتشار الفيروس في إيطاليا بوقت مبكر جدًا، حيث انتشر مباشرة بعد الصين، ويأخذ العلماء هذا السبب بعين الاعتبار وإن لم يكن يستند إلى مؤيد علمي حقيقي.
ويرى بعض العلماء أن المرض باغت إيطاليا قبل أن تستعد لمواجهته على خلاف الدول المجاورة لها، وسرعان ما استنفذت المستشفيات قدراتها مما اضطر الأطباء لاتخاذ خيارات صعبة بين المرضى الذين هم أجدى بالعلاج.
- الضغوط على النظام الصحي
ظهور حالات الإصابة بأعداد كبيرة في آن واحد، وعلى وجه الخصوص في منطقة لومبارديا، بؤرة الوباء في البلاد، شكل ضغط كبير على النظام الصحي نتيجة الأعداد الكبيرة من المرضى الذين احتاجوا الدخول دفعة واحدة إلى أقسام العناية الفائقة التي تمتد لفترة عدة أسابيع، وفي هذه الظروف الحرجة تُعطى الأولوية للمرضى الذين يحظون بفرص أكبر للتعافي، مما يعني تراجع نوعية العلاج.
- طريقة تعداد مختلفة عن بقية الدول
السياسة التي تتبعها إيطاليا في طريقة تعداد والكشف عن الإصابات تختلف عن بعض الدول فهي تعتبر أن الفحوص يجب أن تُجرى “فقط للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض”، وبذلك يتم استبعاد الأشخاص الذين يحملون الفيروس من الإحصاءات، ولا يعانون من أعراض تذكر، أو دون أن تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق.
في حين دول أخرى مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية، اتبعتا سياسة إجراء الفحوص على نطاق واسع، وهذا سمح برصد العديد من المصابين الذين يكادون لا يعانون من أي أعراض، وبالتالي تراجعت نسبة الوفيات مع تعداد الإصابات الطفيفة.
كما أن إيطاليا قامت بإضافة الأشخاص الذين أثبتت التحاليل إصابتهم بالفيروس ولكنهم توفوا جراء مرض آخر، للحصيلة الإجمالية للمتوفين جراء الفيروس، وهو ما لاتتبعه دول أخرى.