قبل يومٍ واحدٍ من محاولة انقلاب «الجيش التركي» الفاشلة على الرئيس رجب طيب اردوغان. قدم الضابط مولود مرد الطن طاش 22 عامًا طلب إجازة لقائد شرطة “دياربكر” لمدة ثلاثة أيام. أمضاها في أحد فنادق العاصمة التركية أنقرة. هذه الإجازة فتحت له باب نجاة من الاعتقال الذي طال قائده بتهمة التورط في الانقلاب، ونال الضابط الشاب قرارًا بالإيقاف عن العمل مؤقتًا انتهى في 16 نوفمبر الماضي، وطوال شهر كامل ظل يمارس عمله بصورة طبيعية بين «قوات مكافحة الشغب» التي اتحلق بها قبل عامين ونصف، وأُرسل ضمن قوات الأمن الإضافية التي كانت تؤمن السفارة الروسية في أنقرة بالتزامن واحتجاجات حاشدة بسبب عمليات روسيا العسكرية في حلب. وقبل أن ينفذ جريمته ويقتل السفير الروسي لدى بلاده طلب إجازة أخرى.
هذا ما كشفته وسائل إعلام تركية عن قاتل السفير الروسي أندريه كارلوف، وقالت إن نجاة الضابط القاتل من حملة الاعتقالات التي طالت الكثيرين كانت مثل الجمر تحت الرماد لينفذ جريمته التي خطط لها جيدًا أثناء كلمةً للسفير في افتتاح معرضٍ للصور الفوتوغرافية في أنقرة، وانتهت بمقتله بعدما رفض الاستسلام وتبادل النار مع الشرطة لمدة ربع ساعة.
وفي الليلة السابقة لتنفيذ الجريمة طلب قاتل السفير الروسي إجازة أخرى تمت الموافقة عليها وقضى يومه في فندقٍ قريب من «مركز الفن المعاصر» المقام به المعرض، وفي المساء مع الافتتاح ارتدى ملابسه وتوجه إلى المركز وتمكن من الدخول بواسطة هويته الشرطية، حتى أنه وقف خلف السفير الروسي بينما يلقى كلمته على الحضور وأخرج مسدسه وسدد 9 طلقات إلى ظهر السفير ليسقط فورًا على الأرض جثةً هامدةً. قاتل السفير الروسي لم يتوقف عند هذا الحد بل ظل ممساكًا بسلاحه الشخصي الذي أطلق منه رصاصتين في الهواء وسط حالة من الهرج سادت المكان ليعلن عن دوافعه انتقامًا من أجل حلب، وسيرًا على خطى الجهاد، مرددًا «الله أكبر».
مولود مرد الطن طاش من موليد 24 يونيو 1994، بمنطقة سوكة التابعة لولاية ايدن في غرب تركيا، ودرس في كلية الشرطة في شمال تركيا بمدينة أزمير، وتسبب الحادث في اعتقال أفراد اسرته للتحقيق معهم.