تمر اليوم الذكرى المئوية لميلاد الزعيم والقائد والمناضل نيلسون مانديلا الذي حرر جنوب إفريقيا من التمييز العنصري بعد أكثر من 250 عام في ظلام العبودية والذل والتعسف من الأقلية البيضاء، ولم تكن تلك بالمهمة السهلة؛ فقد خسر في سبيلها حريته وشبابه لـ27 عاماً في السجن لم تثنيه قط عن نضاله وقضيته، حتى استطاع تحقيق هدفه في النهاية بالقضاء على الفصل العنصري، كما أصبح أول رئيس إفريقي لجنوب إفريقيا..
ولد مانديلا في 18 يوليو عام 1918م، في منطقة ترانسكاي بجنوب إفريقيا، وظل يناضل قرابة العشرين عاماً لإنهاء الفصل العنصري بالطرق السلمية، وعندما فشلت جميع الحلول تبنى النضال المسلح، فسجن 27 عاماً وأصبح رمزًا لرفض العنصرية، حتى تحرر من سجنه، ثم حرر بعدها جنوب إفريقيا بأكملها من العنصرية.
وتحتفي الأمم المتحدة كل عام بمولد نيلسون مناديلا، وفي هذا العام الذي يوافق الذكرى المئوية لميلاده اختارت باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأسبق لإلقاء خطاب بهذه المناسبة، وقد هاجم فيه سياسات ترامب بشدة، كما حذر من سياسة تجاهل الحقائق التي ينتهجها السياسيون في الآونة الأخيرة في الولايات المتحدة. كما أكد أوباما كذلك على ضرورة إعلاء قيم السلام مرة أخرى، وحتمية عدم العودة للتمييز العنصري مجدداً.
على صعيد آخر احتفلت لندن بمئوية نيلسون مانديلا على طريقتها؛ إذ افتتح الأمير هاري معرضاً لنيلسون مانديلا في “مركز ساوثبنك” بلندن، والذي يبرز أهم إسهامات مانديلا وكيفية تغييره لوجه التاريخ في جنوب إفريقيا، وقد حضرت الافتتاح حفيدته مانديلا زاماسوازي دلاميني مانديلا.
وفي السياق ذاته خصصت مؤسسة نيلسون مانديلا احتفاليته للعمل في مكافحة الفقر وتعزيز العدالة الاجتماعية للجميع استنادًا لمقولته “القضاء على الفقر ليس عملاً خيريًا، بل فعل من أفعال العدالة”..
لقد كان مانديلا -ولا يزال- رمزًا من رموز النضال؛ لذا فإنّ سيرته الذاتية سيرة لا تجتزأ في عدة أسطر، فهي تاريخ من الكفاح الذي يجب أن يُدرَس..