تمكن صادق خان رئيس بلدية لندن من الحزب العمالي، من الفوز بولاية ثالثة في انتخابات المدينة التي جرت مؤخرًا، وقد حقق خان فوزًا ساحقًا على منافسته المحافظة سوزان هول بعد إعلان نتائج جميع مناطق العاصمة.
ويعتبر صادق خان الذي يبلغ من العمر 53 عامًا وهو ابن مهاجرين باكستانيين، أول رئيس بلدية مسلم لعاصمة غربية، وبهذا الفوز يصبح خان أول زعيم للندن يحقق ثلاث ولايات منذ إنشاء هذا المنصب في عام 2000.
وتعتبر هذه الانتخابات الإقليمية تحولًا كبيرًا في السياسة البريطانية، حيث تعرض حزب المحافظين الذي يتولى الحكم منذ 14 عامًا لأسوأ هزيمة له في الانتخابات منذ 40 عامًا.
وقد تزامنت هذه الانتخابات مع اقتراع تشريعي فرعي واستعاد فيه حزب العمال المكاسب، وشهدت أيضًا تجديدًا لبعض المسؤولين المحليين في إنجلترا وويلز وفي 11 بلدية.
وقد أظهرت النتائج الأولية فوز حزب العمال بأكثر من 170 مقعدًا وفوزه برئاسة 8 مجالس محلية إضافية، بينما خسر المحافظون حوالي 450 مقعدًا و10 مجالس محلية.
فوز صادق خان بولاية ثالثة كرئيس لبلدية لندن
وهذه المكاسب الكبيرة التي حققها حزب المعارضة تعزز فرص زعيم الحزب كير ستارمر في تولي رئاسة الحكومة بعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها لاحقًا في هذا العام.
ومن جانبه فقد دافع رئيس الوزراء ريشي سوناك عن سياسته وحاول توحيد صفوف حزب المحافظين، وتتعلق هذه السياسة بخطة لترحيل المهاجرين إلى رواندا وتخفيض الضرائب.
وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك بأن “حزب العمال لم يفز في الأماكن التي قالوا إنهم سيفوزون فيها” للحصول على الأغلبية عقب الانتخابات التشريعية المقبلة، مؤكداً في مقال نُشر في صحيفة “التلغراف” أن “المحافظين وحدهم لديهم خطة” للبلاد، لكن الرياح لم تجر كما يشتهي حزب العمال الذي خسر تأييدا واسعا بسبب موقفه الذي اعتبره البعض مؤيداً لإسرائيل في الحرب بينها وبين حركة حماس في قطاع غزة.
وقد اعتبر المتخصص في أبحاث الرأي جون كيرتس في تحليل لصحيفة “آي” بأن الحزب استفاد من “رغبة (الناخبين) في إلحاق الهزيمة بالمحافظين” أكثر من إظهارهم “الحماسة” تجاهه، وأضاف “بأن هذه النتائج لن تبدد الانطباع الذي تكون منذ فترة طويلة بأن حزب العمال يمضي قدماً للفوز في الانتخابات العامة المقبلة”.
رئيس الوزراء البريطاني السابق أثناء الإدلاء بصوته
وقد تم الإعلان يوم السبت عن نتائج ستة انتخابات محلية في مدن بريطانية كبرى، بما في ذلك مانشستر وليفربول، بجانب لندن.
ففي العاصمة الإنجليزية فقد فاز رئيس البلدية العمالي صادق خان على المرشحة المحافظة سوزان هول، وهذا هو فوز ثالث لخان بالانتخابات البلدية، وتمكن من جذب دعم بعض سكان لندن بسبب توسيعه لمنطقة فرض ضريبة على المركبات الأكثر تلوثًا في أغسطس الماضي، وكانت المرشحة المنافسة قد تعهدت بإلغاء هذا الإجراء إذا فازت في الانتخابات.
وقد تم الإعلان عن فوز أربعة أخرى يوم الجمعة، حيث تم انتخاب ثلاثة رؤساء بلديات من حزب العمال في إيست ميدلاندز ونورث إيست ويورك وشمال يوركشير، وقد احتفظ رئيس البلدية المحافظ بمقعده في تيز فالي.
وقد رحب ريشي سوناك بهذا الانتصار وهنأ الفائز، مشيرًا إلى أنه يعكس قدرة الحزب المحافظ على تغيير الاتجاه قبل الانتخابات التشريعية.
ووفقًا للتقارير الإعلامية البريطانية، فإن هذا الفوز ساهم في تخفيف المعارضة التي يواجهها سوناك داخل حزب المحافظين حاليًا، وأكدت صحيفة التايمز أن رئيس الوزراء نجح في “إنقاذ الوضع”.