بعد تراجع النقاشات حول غزو قطاع غزة بواسطة الجيش الإسرائيلي حيث بدأ التركيز ينتقل نحو البحث عن المسؤول عن تأخير الهجوم البري وما إذا كان سيتم تنفيذ قرار مثل هذا الهجوم أم لا.
وفي ظل زيادة الخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة عسكريين ومسؤولين سياسيين، يبدو أن اتخاذ القرار في الدائرة السياسية والأمنية الضيقة في إسرائيل أصبح أمرًا صعبًا بشأن بدء الهجوم البري.
وقد كشف مسؤولون في الدوائر المسؤولة عن صنع القرار في إسرائيل أن الحكومة تواجه صعوبة في التوصل إلى اتفاقات بشأن القضايا الرئيسية المتعلقة بالتعامل مع قطاع غزة، وذلك حسبما نقلته صحيفة (يديعوت أحرونوت) اليوم.
ووفقًا لتحليل مشترك للمحللين السياسيين الإسرائيليين ناحوم برنيع ورونان بيرغمان يبدو أن نتنياهو غاضب من كبار المسؤولين في الجيش الذين أعلنوا تحملهم مسؤولية الهجوم المباغت من قبل حركة حماس والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1400 شخص في الجانب الإسرائيلي وأسر العشرات.
وأشار التحليل المشترك الذي نُشر في (يديعوت أحرونوت) أيضًا إلى أن نتنياهو واجه أزمة مع وزير الدفاع يوآف غالانت.
وتواجه إسرائيل تحديات وتوترات داخلية حول قرار شن هجوم بري على قطاع غزة.
وتشير التقارير إلى وجود ضغوط أميركية تسببت في تأجيل الهجوم البري، بينما يعتقد بعض المحللين أن التأجيل يرتبط بعدم وجود خطط واضحة للتعامل مع القطاع.
ويُذكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستمع لنصائح الجنرال المتقاعد إسحاق باريك الذي ينصحه بالتفكير المتأني قبل اتخاذ قرار الهجوم البري.
وتتصاعد الخلافات بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت حيث يمنع رئيس الوزراء اتخاذ قرار بشأن عملية استباقية في الشمال ضد حزب الله اللبناني على الرغم من توصية الجيش ووزير الدفاع بتنفيذها.
وهذه العلاقة المتوترة تجعل من الصعب على الاثنين التعاون واتخاذ قرار بشأن الهجوم البري.
وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إن 3 وزراء على الأقل يفكرون في تقديم استقالاتهم من الحكومة بسبب رفض نتنياهو الإقرار بالذنب في فشل التصدي لهجوم حماس في 7 أكتوبر.
وتزداد المطالبات داخل الحكومة بأن يتحمل نتنياهو مسؤولية فشل التصدي لهجوم حماس وزيادة وتيرة القصف الإسرائيلي على غزة.
وتشير الاستطلاعات إلى أن الإسرائيليين يلومون نتنياهو عن الأحداث الأخيرة ويدعونه للاستقالة بعد الحرب.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يستمر المئات من ذوي الأسرى الإسرائيليين في التظاهر بالعاصمة تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراحهم واستقالة بنيامين نتنياهو بعد اتهام إياه بالفشل الذريع.
وينفذ عشرات الإسرائيليين اعتصاماً متواصلاً أمام مقر وزارة الدفاع متعهدين مواصلة تحركهم إلى حين استقالة نتنياهو، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي الأسبوع الثالث للهجمات فقد ارتفع عدد الشهداء في غزة إلى 5087 شخصًا.
ويراقب الفلسطينيون بقلق وتوتر متزايد احتمالية الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على قطاع غزة، في حين تستمر القوات الإسرائيلية في قصف القطاع المكتظ بالسكان مما يؤدي إلى مزيد من القتل والدمار.