في زنزانة في سجن ديالا في مدينة روالبندي الباكستانية، يقبع عمران خان رئيس الحكومة الباكستانية السابق، والمحكوم عليه في 3 قضايا جنائية، والممنوع من ممارسة النشاط السياسي، يخطط لتشكيل الحكومة الباكستانية القادمة ! وذلك بعد فوز مؤيديه بأغلبية نسبية لمقاعد البرلمان الباكستاني في الإنتخابات التي أجريت في 8 فبراير الجاري.
كانت الأحكام الصادرة بإدانة عمران خان، قد رافقها قرار بمنعه من ممارسة العمل السياسي لمدة 5 سنوات، كما تم حل حركة إنصاف التي كان يقودها عمران، وعليه فقد خاض مؤيدوا عمران الإنتخابات الأخيرة كمستقلين، وفازوا ب92 مقعدًا، من مقاعد البرلمان البالغة 336
ولمّا كان القانون الباكستاني يمنع تشكيل إئتلاف حكومي من نواب مستقلين، لذا فقد كان لزامًا على النواب الفائزين البحث عن وعاء حزبي، يستطيعون من خلاله السعي لتشكيل حكومة إئتلافية جديدة، في ظل الأغلبية التي حققوها، وإتساع الفارق بينهم وبين كتلة نواز شريف، التي حصلت على 80 مقعدًا.
وفي تحول دراماتيكي، إنضم المرشحون الفائزون من حركة إنصاف، إلى حزب الإتحاد السني، الذي لم ينل مقعدًا واحدًا في الإنتخابات الأخيرة، ليصبح بين غمضة عينٍ وإنتباهتها: حزب الأغلبية، ويتجه لتشكيل حكومة إئتلافية جديدة في باكستان.
وكان عمران خان قد تم سحب الثقة من حكومته في 2022 بعد تصويت تاريخي في البرلمان الباكستاني، ثم وُجهت إلى عمران تهم تتعلق بالفساد المالي، والزواج الباطل من بشرى بيبي، و زُجّ به هو وزوجته في السجن، ومُنع من العمل السياسي، وتم حل حزب الإنصاف الذي كان يقوده.
عمران خانوتأتي نتائج الإنتخابات التي حقق فيها مؤيدوه فوزًا نسبيًا، دلالة على شعبية خان التي إكتسبها خلال مسيرته الرياضية كلاعب كريكيت، حقق لبلاده كأس العالم في اللعبة سنة 1992 ثم مسيرته السياسية الممتدة منذ 1996 والتي توّجها برئاسته للحكومة الباكستانية من 2018 ـــ 2022
كما تشي نتائج هذه الإنتخابات، برفض الناخب الباكستاني لرغبة قيادات عسكرية، في إبعاد عمران خان عن المشهد السياسي، لسابق خلافاته معهم، بشأن مدى إمتثال تلك القيادات للتوجهات الأمريكية، بشأن عمران خان.
ولتكتمل دراما عمران خان، بأن يخطط لتشكيل حكومة بلاده، وهو في زنزانته خلف القضبان، في إنتظار أن يكون أول قرارات الحكومة المنتظرة، هو الإفراج عن زعيمهم السياسي وزوجته، وسيكون على عمران خان خوض معارك سياسية أخرى.