نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، ما قال إنها تفاصيل لعملية حصول إسرائيل على وثائق خاصة بالبرنامج النووي الإيراني، أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس.
وجاء إعلان نتنياهو قبل القرار المرتقب أن يتخذه حليفه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بحلول 12 مايو الجاري، إذ يهدد بانسحاب بلاده من اتفاق القوى الكبرى مع إيران بشأن برنامجها النووي، ما لم يتم تعديله.
الموساد يحصل على وثائق تدين إيران
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن قرار الكشف عن معلومات جديدة بشأن عملية الحصول على الوثائق تم اتخاذه خلال اجتماع ضم نتنياهو ووزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي (الموساد)، إيلي كوهين.
وقالت إنه تم الحصول على الوثائق الإيرانية في 31 يناير 2018، بعد أن تأكد “الموساد”، للمرة الأولى، من أمر الأرشيف النووي الإيراني، في فبراير 2016، أي بعد شهر من دخول الاتفاق النووي (الذي تعارضه إسرائيل بشدة) حيز التنفيذ.
الموساد الإسرائيليوفي صيف 2015 وقعت إيران اتفاقاً مع الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والصين وبريطانيا) بالإضافة لألمانيا، ينصف على التزام طهران بالتخلي لمدة لا تقل عن عشر سنوات عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، لمنعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.
الموساد يتمكن من تحديد موقع للنشاط النووي الإيراني
وأضافت الصحيفة أن قوة من “الموساد” تمكنت، بفضل معلومات مخابراتية دقيقة جداً، من تحديد موقع مخزن توجد به الوثائق، في منطقة صناعية نائية جنوبي العاصمة طهران، وكان يحوي عربة بها خزنة حديدية.
وتابعت: “بعد اقتحام الموقع، تم نقل الخزنة إلى موقع آخر، وهي تضم وثائق توثق النشاط النووي الإيراني طيلة 15 عاما”.
وزادت بأن الإيرانيين اكتشفوا عملية الاختراق، وطاردوا عملاء “الموساد”، لكن تم بنجاح نقل الوثائق والعملاء، عبر عملية إنقاذ من داخل إيران.
وأردفت أن عملاء “الموساد” تمكنوا من إخراج مواد بزنة مئات الكيلوغرامات من إيران إلى إسرائيل.
الهدف من نشر المعلومات
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الهدف من نشر تفاصيل العملية هو إيصال المعلومات إلى الولايات المتحدة وأوروبا والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لــ”إثبات أن الاتفاق (النووي) يقوم على تصريحات كاذبة للإيرانيين”.
وذكرت أن إسرائيل لا تدعي أن إيران خرقت الاتفاق النووي، حيث لا يوجد أي دليل على ذلك، ولكن “يوجد لديها (إسرائيل) أدلة لا تحصى تشير إلى أن الاتفاق مبني على أسس كاذبة”.
واتهم نتنياهو إيران، أمس، بإخفاء معلومات مهمة عن المجتمع الدولي، خلال مفاوضات الاتفاق النووي.
إيران تنفي وتتهم إسرائيل
ونفي وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، صحة ما عرضه نتنياهو، أمس، واعتبر أن ما تقوم به إسرائيل والغرب هو “مؤامرة خارجية” على إيران.
وزير الدفاع الإيراني أميز حاتمىوتصر إيران على أن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، ولا سيما إنتاج الطاقة الكهربائية، وتتهم إسرائيل بالتحريض عليه، لصرف الآنظار عن ترسانة نووية إسرائيلية ضخمة غير خاضعة للرقابة الدولية.
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.