مازالت الطبيعة تلاحق البشر، وتصب أمواج الغضب على كوكب الأرض تباعاً فما نلبث أن ننتهي من حصر الخسائر الناجمة عن موجة غضب في مكان ما حتى تباغتنا بأخرى في مكان آخر حيث كان آخرها ما تلقته نيودلهي عاصمة الهند صباح اليوم الأربعاء من هزة أرضية بقوة 6.3 بمقياس ريختر مخلفة ورائها 6 قتلى جراء إنهيار منزل في منطقة دوتي كما تم نقل خمسة آخرين إلى المستشفى نتيجة إصابتهم بجروح متفاوتة، وذكرت التقارير أن عشرات المنازل تضررت من الزلزال، كما شعرت دلهي، والمناطق المجاورة بهزة قوية في حوالي الساعة الثانية صباحاً، وأكد المسؤولون على أنه تم إرسال أفراد من الجيش النيبالي إلى المناطق المتضررة لإجراء عمليات البحث، والإنقاذ، كما أفادت البيانات أن الزلزال كان بعمق 10 كيلومتر تحت الأرض حسب المركز الوطني لعلوم الزلازل، والجدير بالذكر أن هذا الزلزال يعد ثانى زلزال خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية حيث ضرب البلاد صباح الثلاثاء الماضي زلزال بقوة 4.5 ريختر، والذى وقع على بعد 155 كيلومتر شمال شرق “نيبال” وبعمق 100 كيلومتر، وفي وقت سابق من يوم 19 اكتوبر تعرض شرق كاتماندو لهزة أرضية بقوة 5.1 ريختر، وذلك في تمام الساعة 2:52 مساء حيث وقع بعمق 10 كيلومتر تحت سطح الأرض كما وقع زلزال آخر في 31 يوليو بقوة 6 درجات، ولكن الزلزال الأعنف في السنوات القليلة الماضية كان في العام 2015 والذى جاء بقوة 7.8 بمقياس ريختر حيث ضرب وسط نيبال بين عاصمتها كاتماندو، ومدينة بوخارا، وقد أشارت التقارير حينها إلى مقتل 8964 شخصاً، وإصابة ما يقرب من 22000 وقد أدى هذا الزلزال إلى هز عدة مدن شمال الهند حيث شعر بالهزة سكان لاهور الباكستانية، ولاسا في التبت، ودكا في بنجلاديش، أما إذا عدنا إلى الخلف أكثر نجد زلزال بقوه 8 درجات في عام 1934 والذى تسبب في دمار مدن بأكملها مثل كاتماندو، وبهاكتابور، وباتان، وترجع تلك الكوارث المتعاقبة إلى أن الصفيحة الهندية تفوص تحت الصفيحة الأوراسية بمعدل 5 سم في السنة مما يتسبب ذلك في توليد المزيد من الكوارث المتمثلة في الزلازل القوية التى تحصد الكثير من الأرواح مع أضرار جسيمة في الممتلكات مالم يتم إتخاذ الإجراءات السياسية اللازمة لإدارة الكوارث مع الإجراءات الاحترازية لتقليل وطأة الضرر المحتمل في المدى القريب والبعيد.