يقترب موعد استفتاء على دستور جديد لتشاد وفي هذا السياق دعا زعيم المعارضة التشادية يوم الأحد إلى المصالحة مع النظام العسكري، وتأتي هذه الدعوة قبل شهر واحد من موعد الاستفتاء المقرر.
وكان زعيم حزب (ترانسفورمرز) ساكسس ماسرا الذي عاد مؤخرًا من المنفى قد دعا إلى المصالحة مع النظام العسكري في تشاد.
وقد توجه ماسرا وزعماء المعارضة الآخرين إلى الخارج بعد حملة القمع التي تعرضت لها المظاهرات في أكتوبر من العام الماضي والتي أطلقت تحت شعار (رفضاً للحكم العسكري).
وخلال تلك الفترة قُتل نحو 50 شخصًا حسبما أعلنت الحكومة وأكثر من 300 شخص وفقًا للمعارضة والمراقبين المستقلين وذلك جراء إطلاق النار من قبل الشرطة والجيش في العاصمة نجامينا.
كما تم اعتقال ما لا يقل عن 600 شخص ووضعهم في سجن صحراوي نائي حيث تمت محاكمتهم جماعيًا وإدانتهم قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد العفو عنهم.
وقد عاد ماسرا إلى تشاد في الثالث من نوفمبر الجاري بعد التوصل إلى اتفاق مع الجيش بقيادة الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي.
وجاء في الاتفاق (عفوًا عامًا) للمسؤولين عن قتل المتظاهرين في العشرين من أكتوبر عام 2022.
وفي خطابه أمام حشد من أنصاره في نجامينا فقد دعا ماسرا إلى الهدوء وعدم السعي للانتقام، وأكد رغبته في المصالحة مؤكدًا أنه ليس استسلامًا.
وعبّر عن تمنياته بأن يهدأ قلوب ضحايا العنف وعائلاتهم قائلاً إنه يتوسل إلى الله لتحقيق ذلك.
وعلى الرغم من ذلك فقد انتقدت أطراف أخرى في المعارضة الاتفاق بين الحكومة وماسرا، واعتبرت أن ماسرا يسعى للاقتراب من السلطة في فترة قبل الانتخابات المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك طالبت تلك الأطراف بمقاطعة الاستفتاء على الدستور الجديد الذي من المتوقع أن يمهد الطريق للانتخابات الحرة والعودة إلى الحكم المدني.
واختتم ماسرا خطابه بإشارة إلى التعاون المستقبلي مع القادة العسكريين، ووصف الرئيس ديبي بأنه (أخ لنا).
ويذكر أن محمد ديبي قد تم تعيينه رئيسا انتقالياً بعد وفاة والده إدريس ديبي الذي حكم تشاد لمدة 30 عاماً.
وقد تعهد محمد ديبي بإجراء انتخابات في غضون 18 شهراً لكنه قرر تأجيل الانتخابات لمدة عامين إضافيين.