روسيا تبدأ مناورات بحرية في المحيط الهادئ وتعزز العلاقات مع كوريا الشمالية وفيتنام وسط قلق غربي
بدأت روسيا يوم الثلاثاء مناورات بحرية في المحيط الهادئ، وتشمل هذه التدريبات على عمليات مضادة للغواصات والضربات الجوية، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان رسمي.
تأتي هذه الخطوة قبيل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكوريا الشمالية، حيث يسعى لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وبيونغ يانغ، مشددًا على “الروابط الأخوية الراسخة لرفاق السلاح” بين البلدين، كما أفاد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وتمتد المناورات التي يشارك فيها حوالي 40 زورقًا وقاربًا وسفينة، إلى جانب نحو 20 طائرة ومروحية، من 18 إلى 28 يونيو، في مياه المحيط الهادئ وبحر اليابان وأخوتسك في أقصى الشرق الروسي، وفقًا لوزارة الدفاع الروسية.
سفن حربية روسية
وفي مقطع فيديو نشرته الوزارة، يُظهر العديد من السفن والغواصات وهي تبحر قبالة بحر اليابان في فلاديفوستوك، الميناء الرئيسي للأسطول الروسي في المحيط الهادئ.
وقد أصدرت الوزارة بياناً رسمياً يفصح عن خطط المناورات لهذا العام، حيث ستكون هذه المناورات ثنائية لأول مرة بين أسطول بريمورسكي، الذي يتألف من قوات مختلفة من أسطول المحيط الهادئ والقيادة المشتركة للقوات في مناطق شمال شرق روسيا.
غواصة روسية في المحيط الهادئ خلال مناورات عسكرية العام الماضي
وقد أوضحت قيادة الأسطول البحري الروسي في المحيط الهادئ بأن البحارة سيجرون تدريبات لصد هجمات الطائرات والقوارب المسيرة، وسيتم تنفيذ تدريبات قتالية عملية متعددة، بالإضافة إلى ممارسة العمليات المضادة للغواصات، وتأمين مفارز السفن أثناء المرور البحري، وإجراء إطلاقات مشتركة، بالإضافة إلى تنفيذ ضربات صاروخية ضد مجموعات بحرية وهمية للعدو.
وفي سياق أخر فقد وصف المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوري أوشاكوف، زيارة الرئيس لكوريا الشمالية بأنها لحظة مهمة بالنسبة للبلدين المتعرضين لعقوبات غربية، حيث أعرب عن أمله في توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية، وفقًا لتقارير إعلامية روسية.
فلاديمير بوتين وكيم جونغ أون في روسيا في لقاء سابق
وقد أكد أوشاكوف أن هناك وثائق مهمة ستُوقَّع، مشيرًا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق شراكة استراتيجية شاملة، وقد أشار إلى أن هذه الاتفاقية في حال توقيعها، سوف تكون بالطبع مرتبطة بالتطورات الجيوسياسية العميقة على مستوى العالم والمنطقة، والتغيرات الجوهرية التي حدثت مؤخرًا في العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوقع أن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن توقيع هذه الاتفاقية في الساعات القليلة القادمة.
من جهة أخرى فقد أعرب البيت الأبيض عن قلقه إزاء التقارب المتزايد في العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، للصحافيين يوم الاثنين إنهم “لا يشعرون بالقلق بشأن زيارة الرئيس بوتين، بل بشأن التعمق في العلاقات بين البلدين”.
ومن المتوقع بأن بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، سيصدرون تصريحات صحافية قريباً، وسيحضر الرئيس الروسي أيضاً حفلاً موسيقياً يُقام تكريماً له.
بالإضافة إلى ذلك سيكون برفقة بوتين كل من وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع أندريه بيلوسوف، ونائبا رئيس الوزراء، ورئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس).
وسوف يقوم بوتين أيضاً بزيارة لفيتنام في الأيام 19 و20 من هذا الشهر حيث تأتي في إطار العلاقات مع الشريك الروسي السابق في الحقبة السوفياتية.
وتأتي هذه الزيارة بعد تسعة أشهر من استقبال بوتين لكيم جونغ أون في أقصى شرق روسيا، زيارة لم تتميز بإبرام أي اتفاقات رسمية على الأقل حتى الآن.