استلم الرئيس الأرجنتيني الجديد خافيير ميلي، مقاليد الحكم بشكل رسمي بعد أداءه اليمين الدستورية اليوم، وذلك بعد أن فاز في الانتخابات الرئاسية بنسبة تجاوز 55% من مجموع أصوات الناخبين، ليبدأ حقبة جديدة يبدو أنها ستكون مؤلمة على الشعب الأرجنتيني.
إنهاء عقود الانحطاط
وكشف ميلي في خطابة الأول لشعبه فور تسلمه الحكم، أنه سيتخذ مجموعة من الإجراءات التقشفية المؤلمة، وذلك لتخفيض حجم الإنفاق الكبير الذي شهدته الأرجنتين خلال السنوات الأخيرة، هذا الإنفاق الذي وصفه بالإسراف المبالغ فيه، والذي أدى لدخول البلاد في موجة تضخم هائلة.
وينتمي خافيير ميلي رجل الاقتصاد ذو الـ53 عاماً، والذي اختاره الناخب الأرجنتيني لقيادة الدولة التي أنهار اقتصادها، إلى حزب ليبرالي يمين متطرف، ويهدف في المقام الأول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلى كبح جماح التضخم بالتقشف.
وقال الرئيس الأرجنتيني الجديد محدثاً شعبه “لا يوجد مال”، وتعهد بكبح جماح الإسراف في الإنفاق الذي شهدته بلاده خلال العهود السابقة، التي وصفها “بعقود الانحطاط”.
كما قال ميلي في خطابه الأول للأرجنتين “لم ترث أيّ حكومة إرثاً بمثل هذا السوء”، وتابع “خلاصة القول هي أنّه لا يوجد بديل للتقشف ولا يوجد بديل للعلاج بالصدمة”.
وأضاف “نعلم أنّ الوضع سيسوء على المدى القصير. لكن بعد ذلك سنرى ثمار جهودنا”.
معدلات تضخم كارثية
يذكر أن معدلات التضخم بالأرجنتين قد بلغت أرقام ضخمه، حيث وصلت إلى 140% سنوياً، في الوقت الذي بلغت نسبة الفقر بين السكان 40%، الأمر الذي دفع الكثير من خبراء الاقتصاد إلى التحذير من ضبابية المشهد بالبلاد، خاصة مع تدني الاحتياطات الحكومية إلى مستويات خطيرة، وعدم توافر خيارات اقتراض للدولة بشكل كافي.
ومن المنتظر أن تبدأ حكومة ميلي التي سيعلنها قريباً إجراءات التقشف بخفض عدد الوزارات، حيث من المنتظر أن يصل عدد الوزارات إلى 9 فقط بعد أن كانت 18 وزارة فيما سبق.
تبنى ميلي وجهة نظر مخالفة تماماً لمن سبقوه، الأمر الذي جعله يقول فور فوزه بالانتخابات الرئاسية “اليوم تبدأ نهاية الانحطاط” وتنطلق إعادة إعمار الأرجنتين.
ونقلت فرانس برس عن الرئيس الأرجنتيني الجديد قوله “نحن نواجه مشاكل هائلة: التضخم والركود ونقص الوظائف الحقيقية وانعدام الأمن والفقر والبؤس. هذه مشاكل لن تحل إلا إذا تبنينا أفكار الحرية مرة أخرى، لا يوجد مجال للتدرج ولا مجال للفتور أو لأنصاف الحلول”
وتابع “نعلم أن هناك أشخاصا سيقاومون ويريدون الحفاظ على نظام الامتيازات (الذي يستفيد منه) البعض ولكنه يفقر الغالبية. أقول لهم: كل ما هو في القانون جائز، ولكن ليس ما هو خارج القانون”.