في حفل العشاء السنوي لجمعية مراسلي البيت الأبيض فقد ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن خطابًا أثارت فيه الأحداث الجارية في غزة بسبب دعمه لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس.
وقد تخلل خطابه لحظات من الدعابة حيث سخر من نفسه ومن منافسه السابق في الانتخابات، دونالد ترامب، واصفاً ترامب بأنه “طفل في السادسة من العمر”.
وقد جرى العشاء في فندق هيلتون بواشنطن، وحضره مجموعة من الضيوف البارزين بما في ذلك الصحفيين والمشاهير.
بايدن في الحفل
وفي الوقت نفسه فقد تجمع حوالي مئة متظاهر قرب المدخل الرئيسي للفندق، وردد بعضهم شعارات معادية مثل “العار عليكم”.
وفي حديثه فقد أشار الرئيس الأميركي إلى أننا نعيش في فترة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وأكد أن العمر هو مسألة أساسية في هذا السياق، وقد استخدم تعبيرًا دلاليًا قائلاً: “أنا رجل بالغ يتنافس مع طفل في السادسة من العمر”.
وقد تم تعزيز إجراءات الأمن في واشنطن قبل العشاء السنوي، على الرغم من وجود مظاهرة معارضة ودعوات لمقاطعة الحدث بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وقد وصل عدد كبير من الضيوف البارزين والصحفيين والمشاهير إلى فندق هيلتون في العاصمة الأميركية، في حين تجمع مئات المتظاهرين بالقرب من المدخل، حيث رفع بعضهم أعلامًا فلسطينية وهتفوا شعارات تدين العنف، وقد تم تعليق علم فلسطين من إحدى نوافذ الفندق.
جو بايدن خلال عشاء مراسلي البيت الأبيض
وقد تجمع آخرون في الشوارع المحيطة بالفندق، حاملين لافتات ومكبرات الصوت تعبيرًا عن غضبهم وتضامنهم مع الفلسطينيين.
وقد تجنب الرئيس بايدن التعامل مع تجمع كبير من المحتجين في المدخل الرئيسي للفندق، حيث قرر دخوله من المدخل الخلفي حيث كان هناك عدد أقل من المحتجين الذين ينادون بوقف إطلاق النار.
وفي العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض الذي عُقد يوم السبت، فقد واجه السياسيون والصحفيون الحاضرون، بما في ذلك الرئيس بايدن، أسئلة حول مصير الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقد كتب عدد كبير من الصحافيين الفلسطينيين رسالة مفتوحة تنادي بمقاطعة هذا الحدث السنوي، حيث قالوا “يجب أن تتحملوا مسؤولية خاصة في نقل الحقيقة للقوى العظمى ودعم النزاهة الصحفية، ومن غير المقبول الصمت، سواءً لأسباب خوف أو ضغوط مهنية، خاصةً في ظل استمرار اعتقال وتعذيب وقتل الصحافيين في غزة بسبب تأديتهم لواجبهم المهني”.
مئات المتظاهرين دعماً لفلسطين
ووفقًا للجنة حماية الصحفيين التي مقرها في نيويورك، فقد قُتل ما لا يقل عن 97 صحفيًا منذ بداية النزاع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر، بما في ذلك 92 فلسطينيًا، وأُصيب على الأقل 16 آخرين.
وقد نظمت حركة “كود بينك” مسيرة نحو موقع الحفل من إحدى الحدائق القريبة، حيث أعربت الحركة على موقعها الإلكتروني عن استيائها من تكرار وسائل الإعلام الأمريكية للروايات المعادية للفلسطينيين وتجاهل جرائم الحرب الإسرائيلية.
وتواجه إدارة الرئيس بايدن حركة متنامية ضد الحرب في غزة، وقد تضمنت هذه الحركة حفلاً لجمع التبرعات في مارس في قاعة راديو سيتي ميوزيك في نيويورك، حيث أعاق المتظاهرون سير الحفل احتجاجاً على تعامل الولايات المتحدة مع الأزمة في غزة.
وقد تزايد نشاط هذه الحركة في الفترة الأخيرة، حيث انضمت الجامعات في الولايات المتحدة إلى الحركة، وهو مؤشر على تصاعد الغضب داخل قاعدة الحزب الديمقراطي التي يحتاجها بايدن لمواجهة منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب.
من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
ولم تعلق كيلي أودونيل، رئيسة جمعية مراسلي البيت الأبيض، على الإجراءات الأمنية المتعلقة بحفل العشاء.
وقد صرح أليكسي ورلي، المتحدث باسم جهاز الخدمة السرية الأمريكي، بأن “سلامة وأمن الأشخاص الذين نحميهم هما أولويتنا القصوى في جهاز الخدمة السرية”، ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات.
ومنذ عدة أشهر، يتجمع المتظاهرون في كل مكان يذهب إليه الرئيس الأمريكي احتجاجاً على دعمه لإسرائيل وللمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وقد قامت إسرائيل بتنفيذ حرب عدوانية رداً على هجوم حركة حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، وتشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى احتجاز 253 رهينة.
وقد تم تنظيم عشاء لمراسلي البيت الأبيض في ظل توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية، حيث تم رصد تواجد قوات الشرطة للتصدي للشغب وتم توقيف المئات.
وكالعادة فقد قام الرئيس بايدن بتقديم نكات فكاهية أثناء العشاء، وسيقدم الرئيس الديمقراطي، البالغ من العمر 81 عامًا، كالعادة انتقادات للرئيس السابق دونالد ترامب، خصمه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر.
