ضرب الزلزال تركيا وسوريا وخلف عشرات الآلاف من الضحايا والمصابين، وخسائر بالمليارات، وكان هناك ناجين، منهم من نجى بجسده فقط دون روحه، فالهزّة العنيفة، التي ضربت البلاد جلجلت كيانهم وأصابت بعضهم بصدمة، ووقفت حائلا بينهم وبين حياتهم الطبيعية.
تساقط البنايات، وتحرك الأرض من تحت القدم، وفقد الأقارب والأحبة تحت أكوام التراب، لم تستطع عائشة جولهان جيلر، الفتاة التركية صاحبة الـ 38 عاما، أن تمحوه من ذاكرتها، وظلت تلك المشاهد القاسية تطاردها في يقظتها ونومها.
واقع مرير وحلم أمرّ
عانت عائشة من اضطراب ما بعد الصدمة، فالكارثة التي حلت بسكان المنطقة، لم تكن للفتاة التركية حول ولا قوة بها، حتى أنها رأت في منامها أن زلزالا جديدا وقع في مدينة هاتاي التي تقطن بها، فأتجهت مسرعة نحو النافذة للتخلص من الحلم المروع، وألقت بنفسها من أعلى المنزل محل سكنها.
تم نقلها إلى المستشفى فور سقوطها لكن دون جدوى، فقد فاضت روحها إلى بارئها، تاركة والدتها السيدة لطيفة جيلر، تصارع الفقد والوحدة.
صرخت وقفزت من النافذة
قالت لطيفة جيلر الأم المكلومة، إن عائشة كانت تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وخوف مستمر بعد الزلزال.
وتابعت الأم المكلومة، استيقظت ابنتي قبل الفجر تصرخ وتقول “امي هناك زلزال.. فلنذهب للخارج”، واتجهت مسرعة نحو النافذة، حاولت منعها، لكن باءت محاولاتي بالفشل، وقفزت من الطابق الثاني، وأنا في حالة ذهول.
وأردفت من فقدت ابنتها أمام عينيها، نظرت من النافذة لأجد عائشة ميتة أسفل المنزل، صرخت ليساعدني الجيران وركضت نحوها إلا أنها قد فارقت الحياة.
بنتي لم تنتحر
وأكدت جيلر، أن عائشة لم تنتحر، وكانت محبوبة بين اصدقائها وفي عملها، الا أنها رأت زلزال في حلمها، وأصيب بحالة من الذعر، قفزت على إثرها من النافذة.