أعلن حزب الله اللبناني يوم الثلاثاء عن إطلاق دفعة من الصواريخ على قاعدة إسرائيلية للمراقبة الجوية، ردًا على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت شرق لبنان وأدت إلى سقوط قتلى.
وتعتبر الغارات الإسرائيلية التي وقعت يوم الاثنين أول استهداف لحزب الله من قبل إسرائيل خارج نطاق الجنوب منذ بدء التوتر العسكري بين الجانبين في أكتوبر، وبدأ التوتر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
شاهد – لأول مرة منذ بدء الحرب.. غارة إسرائيلية تستهدف بعلبك https://t.co/1KNlcdqYlj pic.twitter.com/IeWqmC74pJ
— Al Jadeed News (@ALJADEEDNEWS) February 26, 2024
وقد أكد حزب الله يوم الثلاثاء أنه استهدف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية باستخدام صواريخ أطلقت من عدة راجمات، وصرح حزب الله أن هذه الضربات الصاروخية تعد ردًا على الغارات الإسرائيلية الأولى التي تستهدف شرق لبنان منذ اندلاع التوتر.
وقد أفاد مراسل قناة سكاي نيوز عربية بإطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان نحو الجليل الأعلى شمالي إسرائيل، وكان الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق إنه تم إطلاق صفارات الإنذار شمالي إسرائيل بعد إطلاق صواريخ من الجانب اللبناني.
من أثار القصف الإسرائيلي بمدينة بعلبك
وقد استهدفت الغارات الإسرائيلية مبنى ومستودعًا تابعين لحزب الله في محيط مدينة بعلبك، والتي تُعتبر المعقل الرئيسي لحزب الله في منطقة البقاع الشرقية، وقد أسفرت الغارات عن مقتل اثنين من أفراد الحزب.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين أنه استهدف دفاعات جوية تابعة لحزب الله ردًا على إسقاط الحزب لأحد طائراته المسيّرة، وأعلن أيضًا مقتل المسؤول الإقليمي لحزب الله في منطقة الحجير بجنوب لبنان، حسن حسين سلامي، واعتبره مسؤولًا عن استهداف مدنيين وجنود إسرائيليين، وقد نعى حزب الله سلامي دون أن يحدد ما إذا كان قائدًا أم لا، ويعتبر حسن سلامي المولود في عام 1947 هو مسؤول القطاع الشرقي لحزب الله.
وأعلن حزب الله يوم الاثنين أيضًا قصف قاعدة عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة باستخدام 60 صاروخًا.
وفي ظل احتمالية وقوع هدنة بين إسرائيل وحماس، تشهد لبنان تصاعدًا ملحوظًا في التوتر للمرة الأولى منذ حرب عام 2006، حيث تتعرض المناطق الشرقية في لبنان وبالتحديد منطقة بعلبك، لاستهدافات من قبل إسرائيل.
ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” فمن المتوقع أن توسع الحكومة الإسرائيلية خطة إجلاء نحو 60 ألف نسمة من سكان مناطق الجليل لمدة تصل إلى 5 أشهر، والتي سوف تنتهي في السابع من يوليو المقبل، ومع ذلك لدى حزب الله رؤية مختلفة تمامًا، حيث تؤكد أن وقف إطلاق النار في غزة سوف ينعكس سلبًا على لبنان، نظرًا لأن الحزب لا يشن معركة ضد إسرائيل بمفرده، بل يصر على أنه جبهة داعمة لغزة.
وتواجه إسرائيل حقيقة صعبة وتعاني من انقسام في حكومتها، حيث يرفض بعض الوزراء المتطرفين من اليمين دخول هدنة مع حماس، والتي لا تخدم مصالح إسرائيل، وفي هذا السياق يحذر رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع من أن حزب الله سوف يدفع ثمنًا مماثلًا لتهديده لأمن إسرائيل، وهذه التطورات تشير إلى تراجع الحلول الدبلوماسية وتصاعد الخيارات العسكرية.
وقد نجح حزب الله في تعزيز قدراته العسكرية ليكون قادرًا على مواجهة القوات العسكرية الإسرائيلية المدعومة تكنولوجيًا من قبل الولايات المتحدة، وبالتالي لن تمنع أي هدنة في غزة إسرائيل من مواصلة هجماتها على لبنان، بسبب حاجتها الملحة للقضاء على حزب الله.
وقد تسبب هذا التصعيد في نزوح عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود على مدار أكثر من أربعة أشهر، ونزوح أكثر من 89 ألف شخص من البلدات الحدودية في لبنان، وأسفر التصعيد عن مقتل ما لا يقل عن 284 شخصا بينهم 193 مقاتلاً من حزب الله و44 مدنياً. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وتسعة مدنيين في شمال البلاد الحدودي مع لبنان.