يمتد الحيد المرجاني العظيم في أستراليا على مساحات شاسعة تحت الماء، وقد تمت إضافة ثمانية تماثيل جديدة لتزينه، تشكل هذه التماثيل الرائعة وجهة فريدة من نوعها للزوار الذين يغوصون في أعماق البحر لاستكشافها.
يعتبر هذا المكان متحفًا فنيًا فريدًا، حيث يتاح للزوار فرصة الغوص واستكشاف الشعاب المرجانية الأسترالية.
والآن تنتظرهم تجربة مدهشة مع إضافة المزيد من التماثيل الفنية الرائعة، حيث تم توسيع المتحف تحت الماء الذي يقع قبالة سواحل “كوينزلاند”، حيث تم تثبيت ثمانية تماثيل جديدة تزن العديد من الأطنان في حيد “جون بروير ريف”، الجزء الجميل من الحيد المرجاني العظيم الأسترالي.
تحمل التماثيل الجديدة عنوان “حراس المحيط”، وهي نتاج تعاون بين الباحثين البحريين وعلماء البيئة.
تم صنع هذه التماثيل من خليط خاص من الخرسانة الصديقة للبيئة، وتتغير أشكالها مع مرور الزمن لتتوافق مع البيئة البحرية الطبيعية، وتشبه هذه التماثيل الأعمال الفنية الأخرى في المتحف تحت الماء، بما في ذلك المشتل المرجاني الذي يزن 158 طنًا، حيث يجب على الزوار الغوص في العمق لرؤية هذه التماثيل الجديدة، تمامًا كما يحدث مع الشعاب المرجانية، ويفرض عليهم منع لمسها.
بالنسبة للزوار الذين لا يحبون الغوص، فإنهم لا يحتاجون إلى الغوص لزيارة هذا المتحف الفريد، بفضل عمق البحر المنخفض في تلك المنطقة، يمكن لعشاق السباحة أن يستمتعوا بنظرة سريعة على التماثيل. يتم تنظيم رحلات بحرية من بلدات “تاونسفيل” “وألفا ” “ونيلي باي” إلى الأعمال الفنية التي تقع على بُعد حوالي 75 كيلومترًا قبالة الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا.
وفي الآونة الأخيرة، رحبت منظمة اليونسكو بالتزامات أستراليا الرسمية لحماية الحيد المرجاني العظيم، حيث استثمرت حوالي ثلاثة مليارات دولار في هذا الجهد.
تعد حماية الحيد المرجاني العظيم ضرورية بشكل كبير للاقتصاد السياحي في أستراليا.
وتشير التقديرات إلى أنه يسهم في إيرادات قطاع السياحة الأسترالي بمبلغ يصل إلى 4.8 مليارات دولار، وفي ديسمبر 2021، أضاف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الحيد المرجاني العظيم إلى قائمته للمواقع المصنفة في وضع “حرج” بسبب تأثير تغير المناخ على هذه العجائب الطبيعية، فقد تعرض الحيد المرجاني العظيم لثلاث موجات تبييض خلال السنوات الخمس الماضية.
ومن خلال إضافة التماثيل الجديدة تحت الماء، يتم تعزيز جمالية هذا النظام البيئي الرائع وتعزيز الوعي بأهمية حمايته، لذا فإن إضافة تلك التماثيل تعتبر مبادرة فنية مبتكرة وملهمة تعكس التوازن المثالي بين الفن والبيئة، وتشجع الزوار على استكشاف وتعلم وحماية البيئة المائية الثمينة.
يُعد الحيد المرجاني العظيم أكثر من مجرد موقع سياحي، فهو أيضًا نظام بيئي معقد يوفر مأوى للعديد من الكائنات الحية، ويسهم في الحفاظ على التوازن البيئي، ومع تهديدات تغير المناخ وتبييض الشعاب المرجانية تأخذ جهود حماية الحيد المرجاني أهمية متزايدة لذا فإن استثمار أستراليا الرسمي في حماية الحيد المرجاني العظيم يعكس الاعتراف بأهمية هذا النظام البيئي الفريد ورغبتها في الحفاظ على جماله واستدامته للأجيال القادمة.
المصادر: https://www.australia.com/en/places/cairns-and-surrounds/great-barrier-reef-underwater-museum.html
https://www.bbc.co.uk/newsround/65686747