توقع العديد من خبراء وعلماء الطقس والمناخ أن يكون عام 2024 سيكون هو الأكثر حرارة وسخونة في التاريخ، وقد يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة يفوق ما شهده عام 2023، وقد تم تسجيل شهر فبراير 2024 كأحد أشهر الحرارة القياسية على الإطلاق، حيث تجاوزت درجات الحرارة العتبة المناخية الحرجة.
حيث أكد “أندرو ديسلر” عالم المناخ في جامعة “تكساس” جميع تلك التوقعات، وأشار ديسلر إلى أن عام 2023 شهد ارتفاعا في درجات الحرارة وظواهر مناخية متطرفة في بلدان حول العالم، لكن العام الحالي من المتوقع أن يكون الأكثر سخونة على الأرض.
الاحتباس الحراري يتسارع والأسوأ لم يأت بعد
هناك اعتقاد بأن ظاهرة الاحتباس الحراري تتسارع، ويقول خبراء المناخ إن الأسوأ والأكثر سخونة لم يأت بعد، ومن المتوقع أن يكون عام 2024 هو الأكثر سخونة في سجلات التاريخ.
منذ بداية الثورة الصناعية، شهدت درجات حرارة الأرض ارتفاعا بنسبة 1.1 درجة مئوية، ويحذرون من أن ارتفاع درجات الحرارة الأكثر من هذا الحد قد يجعل الأرض غير صالحة للعيش.
الأعلى حرارة في ألمانيا على مدار 142 عام
وفي ذات السياق فقد أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية أن درجات الحرارة خلال العام الماضي 2023 ارتفعت بمقدار درجتين مئويتين مقارنة بالأعوام السابقة، وأكدت أن عام 2023 هو الأكثر دفئا في ألمانيا منذ بدء القياسات عام 1881.
ظاهرة الاحتباس الحراري تؤدي إلى ظواهر مناخية متطرفة، وكما أشار تقرير cbsnews الأمريكية، فإن هذه الظواهر المتطرفة هي نتيجة ثانوية لارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغير المناخ، ومن المتوقع أن تصبح أكثر شيوعا وشدة مع استمرار الانحباس الحراري.
تحذير من علماء المناخ
علماء المناخ يحذرون من العتبات المناخية التي تعرض العالم للمزيد من خطر الظواهر الجوية المتطرفة، وخاصة السكان الذين يعيشون على طول السواحل والجزر، وتشمل هذه العتبات الوصول إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، أو حتى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، وبمجرد تجاوز هذه العتبات يمكن أن تزداد التأثيرات السلبية لتغير المناخ وتتسبب في زيادة تكرار وشدة الأحداث المناخية المتطرفة.
تأثيرات كارثية وتهديدات بالجملة
تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة والتغير المناخي قد تكون كارثية، حيث قد تزيد من تردد وشدة الأعاصير والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، قد تتسبب أيضا في انخفاض مستويات المياه الجوفية وارتفاع مستوى سطح البحر، وبالتالي تهدد السواحل والمدن الساحلية.
وقفة عالمية للحد من الأزمة
من أجل مواجهة هذه التحديات، يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات جادة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز الاستدامة البيئية، يتطلب ذلك تحويل نظامنا الطاقوي إلى مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، وتعزيز الكفاءة الطاقوية، وزيادة الوعي حول أهمية الحفاظ على البيئة.
علاوة على ذلك، يجب تعزيز التكنولوجيا والابتكار في مجال التكيف مع التغير المناخي، بما في ذلك تطوير أنظمة إنذار مبكر للكوارث الطبيعية وتحسين البنية التحتية للمدن والمجتمعات للتكيف مع الأحداث المناخية المتطرفة.
مواجهة تحديات التغير المناخي يتطلب تعاونا عالميا قويا وجهودا مشتركة للحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، كما يجب علينا أن نتحرك بسرعة وبشكل حازم للحد من ارتفاع درجات الحرارة والحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة.